العناوين الرئيسيةسياسة

توحيد الجهود ضد الإرهاب.. الجيش العربي السوري شريك في التحالف الدولي

تتزايد المؤشرات الدولية والإقليمية حول انضمام سوريا إلى التحالف الدولي لمحاربة تنظيم داعش الارهابي، في خطوة من شأنها أن تعيد تموضع دمشق في مشهد التعاون الدولي لمكافحة الإرهاب، وتفتح آفاقاً جديدة أمام توحيد الجهود الأمنية والعسكرية في المنطقة.
ويرى مراقبون أن هذا المسار، إذا ما تم تثبيته، سيكون منعطفاً مهماً يعزز شرعية مؤسسات الدولة السورية، ويكرّس الجيش العربي السوري شريكاً رئيسياً في مواجهة التنظيمات الإرهابية، ضمن مقاربة تقوم على احترام السيادة والتنسيق مع الأطراف الإقليمية الفاعلة.

تعزيز دور الدولة ومؤسساتها
انخراط سوريا في الجهد الدولي لمكافحة الإرهاب من شأنه أن يمنح أبعاداً جديدة للتعاون الأمني والعسكري، ويسهم في تعزيز قدرات الجيش العربي السوري في مجالات التدريب والتجهيز وتبادل الخبرات.
ويرى خبراء أن هذه الخطوة تؤكد أن مكافحة الإرهاب تمر عبر مؤسسات الدولة الوطنية، وليس من خلال أي ترتيبات موازية، ما يسهم في استعادة وحدة القرار والسيطرة على كامل الجغرافيا الوطنية، ويعزز ثقة المجتمع الدولي بالدولة السورية كركيزة للاستقرار الإقليمي.

إنهاء النزعات الانفصالية
ويشير محللون إلى أن تعزيز الدور المركزي للدولة السورية ضمن التحالف الدولي يُسهم أيضاً في وضع حدّ لأي مشروعات أو نزعات انفصالية، من خلال ترسيخ حضور الدولة في كل المناطق السورية، وإعادة توحيد الجهود الوطنية تحت مظلة المؤسسات الرسمية.
ويُنظر إلى هذا التطور على أنه خطوة ضرورية لإعادة ترميم النسيج الوطني وتعزيز الهوية الجامعة للسوريين، بما يضمن استقراراً دائماً ويمنع تكرار حالات الفرز أو الانقسام التي أضعفت الدولة خلال السنوات الماضية.

تنسيق إقليمي ودعم لإعادة البناء
وفي هذا السياق، برزت تصريحات نائب وزير الخارجية التركي سفير أنقرة لدى دمشق، نوح يلماز، والتي أكد فيها استعداد بلاده لـ “تسخير إمكانياتها لدعم الحكومة السورية بإعادة بناء الدولة وتحقيق الاستقرار”، مشيراً إلى أن أنقرة تعمل على إنشاء آليات تنسيق إقليمي لمناقشة القضايا الأمنية المشتركة.
وأوضح يلماز أن بلاده على استعداد لتقديم الدعم بإعادة بناء وهيكلة الجيش العربي السوري، وأن عدداً من العسكريين السوريين يتلقون تدريبات في تركيا، ضمن تعاون أوسع تشارك فيه دول عربية أخرى، بينها السعودية، بهدف تشكيل منظومة إقليمية متكاملة لمكافحة الإرهاب وتعزيز الاستقرار الإقليمي.

مرحلة جديدة من التعاون والاستقرار
ويرى محللون أن هذا الانفتاح المتبادل يعبّر عن تحول تدريجي نحو مقاربة جماعية لمواجهة الإرهاب وإعادة بناء الدولة السورية، بما يعزز فرص الاستقرار ووحدة الأراضي السورية، ويفتح الباب أمام مرحلة جديدة من التعاون الإقليمي القائم على احترام السيادة وتكامل الجهود.
وبذلك، فإن أي خطوة في اتجاه انضمام سوريا إلى التحالف الدولي تمثل تطوراً استراتيجياً يرسّخ دور الجيش العربي السوري كركيزة أساسية في حماية الأمن الوطني والإقليمي، ويؤسس لمرحلة جديدة عنوانها الاستقرار والتكامل الإقليمي.

الوطن

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock