العناوين الرئيسيةمنوعات

توزيع جائزة خالد خليفة للرواية.. السهوي: الراحل كان صديقاً للجميع

احتضنت المكتبة الوطنية بدمشق مساء أمس، حفل توزيع جائزة خالد خليفة للرواية تزامناً مع الذكرى السنوية الثانية لرحيله، وقد حصدت الجائزة مناهل السهوي عن رواية “أنثى فرس النبي”، وتدور أحداثها حول الفتاة “كارمن” التي تنشأ وسط معارك العائلة، وتُصدم وهي طفلة بمقتل والدتها، فينمو الفقدان ويتحول إلى صراع داخلي يتجلى في التجرد من كل شيء.

بدأ الحفل بعرض بعض ما كتبه الراحل في رواياته، ثم تحدث صديقه بولس الحلاق عن بعض مآثره وأهم إسهاماته في الفن والأدب والحياة الاجتماعية، مؤكداً أن القائمين على الجائزة حرصوا أن تبقى مستقلة في التمويل والنشر، من دون أي رعاية رسمية أو تبعية لجهة سياسية أو ثقافية قد تصادر روحها، وهو ما يمنحها صدقيّتها وجوهرها.

كما لفت إلى أن الجائزة موجهة إلى أولئك الذين طال تهميشهم خلال عقود مضت، وكانوا يمثلون جوهر مشروع الراحل الأدبي عبر ورشات الكتابة التي أطلقها في حياته، وبذلك نكون قد استكملنا مشروعه ولم يمت بموته ونمنح الأقلام الجديدة فضاءً للتعبير والانطلاق.

كما تضمن الحفل كلمة مصورة للناقد صبحي حديدي الذي تعذر حضوره إلى دمشق، منوهاً بأن الرحيل المبكر لخالد خليفة كان خسارة كبيرة لسوريا كلها، وأن غيابه يعد خسارة عظيمة للرواية العربية المعاصرة والسورية على وجه التحديد، ثم قدّمت فرقة كورال “غاردينيا” مختارات من كلمات خليفة، تلاها كلمة لعضو لجنة تحكيم الجائزة الصحفي يعرب العيسى كشف فيها أن التحكيم هي أصعب مهمة، إذ إنه كان يشعر بالإرباك والحيرة أثناء قراءة الأعمال المشاركة ويجد صعوبة في التمييز والتفضيل فيما بينها، لأنها جميعها كانت تستحق الجائزة وليس بالأمر السهل اختيار عمل واحد فقط. كما أشار إلى أن التكريم يليق بخالد الذي عرفه من أكثر الناس حباً للحياة والناس وللأدب، ولشدة حماس أصدقاء الراحل في التأسيس والتنفيذ لإطلاق هذه المبادرة ضاع مبدعها، وتمنى العيسى حياة مديدة للأعمال الخمسة الفائزة في ذاكرة الناس حين تطبع.

وكرّم كل من الفنانة يارا صبري والروائي خليل صويلح الفائزة بالجائزة مناهل السهوي التي تعذر حضورها لأسباب قاهرة، لكنها حضرت بتسجيل فيديو مصور شكرت فيه أعضاء اللجنة والقائمين على هذه المبادرة القيّمة، وأعربت عن سعادتها بحصولها على الجائزة، مؤكدة أن اللحظات التي أخبرت فيها الراحل عزمها كتابة رواية لا يمكن أن تنساها أو تنسى حماسه وتشجيعه لها، فهو لم يكن روائياً فحسب بل صديق للجميع، وحوّل بيته لمساحة آمنة لمن حوله.

من جانبها بينت الممثلة نانسي خوري أن تسليم الجائزة الأولى يحمل أبعاداً رمزية عميقة، ويؤكد الإصرار على أن بقاء مسيرة هذا الروائي المهم علامة فارقة في الأدب العربي، وأن يستمر حضوره بيننا، وليس فيما كتب فحسب، وإنما في كل طامح جديد تعطيه الجائزة فرصة للانطلاق، كما ذكرت أن الراحل إلى جانب تألقه الروائي والأدبي كان شغوفاً بالرسم والفن التشكيلي وكذلك في التصوير والطبخ.

مصعب أيوب

زر الذهاب إلى الأعلى
الوطن أون لاين
إغلاق

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock