العناوين الرئيسيةمحلي

حتى عيادات الأطباء في حماة لم تسلم من التسوّل.. ومدير الشؤون لـ”الوطن”: نعالجه بمحورين

بيَّنَ العديد من المواطنين في حماة لـ«الوطن»، أن ظاهرة التسوّل باتت متفشية بشكل كبير في المدينة، حيث ينتشر المتسولون- من الجنسين- في الشوارع والأسواق والكراجات وأمام المساجد والدوائر الرسمية، موضحين أن العديد منهم يتذرعون بالفقر وما هم بفقراء!

وذكر بعضهم أن ثمَّة متسولين يدخلون عيادات الأطباء المشهورين في باب طرابلس، ويستجدون المرضى في قاعات الانتظار لشراء أدوية يحملون علبها الفارغة أو وصفات طبية لأطفالهم أو أمهاتهم!

وتؤكد ممرضات أن هؤلاء الأشخاص يرتادون تلك العيادات يومياً، لاستجداء المرضى واستغلال تعاطفهم بهذا الأسلوب.

وفي ضوء الشكاوى المتكررة حول تفشي ظاهرة التسوّل في مدينة حماة وريفها، قال مدير الشؤون الاجتماعية والعمل في المحافظة أحمد حاج يحيى في تصريح لـ”الوطن”: بلا شك، أن انتشار ظاهرة التسوّل جاء كنتيجة طبيعية للظروف الاستثنائية التي مرت بها البلاد خلال السنوات الماضية، وما رافقها من تردٍّ في الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية، نتيجة إهمال النظام البائد للقطاعات الخدمية والتنموية، أدى هذا الواقع للأسف إلى لجوء عدد غير قليل من المواطنين إلى التسوّل كمصدر للعيش.

وأضاف: تعمل مديريتنا على معالجة هذه الظاهرة من خلال محورين أساسيين: الأول وقائي علاجي يركز على تأهيل الحالات وتوفير بدائل، والثاني توعوي مجتمعي لتجفيف منابع هذه الظاهرة.

ورداً على سؤال: هل كل المتسولين الذين يضبطهم مكتب المكافحة من الفقراء المحتاجين فعلاً، أم إن هناك من يمتهنون هذه “المهنة” التي قد تدر عليهم دخلاً جيداً؟ وذكر أنه من خلال المتابعة الميدانية، نجد أن الأغلبية العظمى من المضبوطين هم من الفقراء والضعفاء والمشردين الذين اضطرتهم الحاجة المادية أوالاجتماعية إلى اللجوء للشارع.

وقال: لا ننفي وجود فئة – ليست كبيرة – تمتهن التسوّل وتستغله كمصدر دخل، مستفيدة من تعاطف المواطنين.

وهذا يؤكد ضرورة التمييز بين المحتاج الحقيقي والمحتال، وأهمية توجيه المساعدة عبر القنوات المؤسسية الرسمية.

وعن أبرز الإجراءات والاستراتيجيات المتبعة لمكافحة الظاهرة على الأرض، بيّن الحاج يحيى أن الاستراتجية تقوم على عدة ركائز منها: المتابعة الميدانية، حيث ينفذ مكتب مكافحة التسوّل والتشرد جولات رقابية شبه يومية في مختلف أحياء المدينة والمناطق التابعة للمحافظة، لرصد الحالات ودراستها، والحلول المؤسسية: حيث المديرية حالياً في طور تجهيز مركز متخصص لتأهيل الحالات التي يتم ضبطها، ليس فقط من الناحية المادية عبر تقديم مساعدات عينية أو نقدية مؤقتة، بل ومن الناحية الاجتماعية والنفسية، وربطهم بفرص العمل أو برامج الرعاية الدائمة المناسبة لوضع كل حالة،

والتوعية المجتمعية: من خلال حملات توعية مستمرة للحث على عدم التسوّل مباشرة في الطرقات، وتوجيه صدقات المواطنين وتبرعاتهم عبر الجمعيات الخيرية المعتمدة والمساجد، التي بدورها تصرفها للحالات المحتاجة الحقيقية بعد الدراسة والتوثيق.

واعتبر أن إعطاء المال في الشارع مباشرةً يشجع على استمرار الظاهرة ولا يحل المشكلة الجذرية.

وأكد الحاج يحيى أن معالجة ظاهرة التسوّل تتطلب تعاوناً مؤسسياً بين جميع الجهات المعنية، وتضافراً مجتمعياً عبر تغيير ثقافة التعاطي معها، مشدداً على أن الهدف الأسمى هو كرامة الإنسان وتأمين حياة كريمة له بعيداً عن الإذلال.

حماة- محمد أحمد خبازي

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock