العناوين الرئيسيةسوريةسياسة

حين  يتحدث بتروس عن الرئيس الشرع.. مجاملة أم رسالة سياسية؟

عندما يستخدم مسؤول أمني أو عسكري بحجم مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية السابق، ديفيد بتروس، عبارة ذات طابع شخصي مثل: “لديك الكثير من المعجبين وأنا واحد منهم”، فإن المعنى يتجاوز حدود المجاملة أو التواصل الشخصي، فهذه ليست مجرد كلمات عابرة بقدر ما هي إشارة سياسية وأمنية محسوبة، خصوصاً عندما تصدر عن شخصية تمتلك خبرة عميقة في قراءة توازنات القوة وفي توجيه الرسائل المبطنة.

من المؤكد أن العبارة تحمل في طياتها أبعاداً كثيرة، فالإشارة المباشرة إلى وجود “الكثير من المعجبين” تمثل إقراراً بوزن الرئيس أحمد الشرع، ليس فقط كشخصية سورية ذات خبرة سياسية ودبلوماسية، وإنما كخيار يمكن أن يلقى قبولاً في أوساط متعددة، ومثل هذا الاعتراف من شخصية أميركية نافذة سابقاً يرسّخ مكانة الشرع كلاعب رئيس في مشهد سياسي عالمي مأزوم.

استخدام بتروس صيغة الجمع لا يفهم على أنه إطراء أدبي، بل يقرأ في سياق الإشارة إلى شبكة من الأطراف، إقليمية ودولية، ترى في الرئيس الشرع خياراً وجسراً للحل، وهنا تتحول “المجاملة” إلى تعبير عن توافق ضمني أو استعداد من قوى مختلفة لدعم الرئيس الشرع.

بتروس، بخلفيته الاستخباراتية، يعلم أن تصريحاته لن تقرأ فقط من قبل السيد الرئيس، بل من قبل كل الأطراف المعنية، بالتالي، العبارة تعمل على مستويين، شخصي مباشر يلامس مكانة الرئيس الشرع، وسياسي غير مباشر يفتح الباب أمام تأويلات عن الدعم الغربي والوقوف إلى جانبه.

في سياق التحولات التي مرت بها سوريا، برزت الحاجة إلى شخصية يمكن أن تجمع بين مقبولية داخلية وخارجية، وتحظى بسمعة براغماتية، من هنا، تأتي أهمية الرسالة، فهي تلمح إلى أن الرئيس الشرع يمتلك مكانة يمكن البناء عليها في أي صيغة حل سياسي مستقبلي.

العبارة التي تبدو في ظاهرها إطراء شخصياً، هي في عمقها مؤشر على اعتراف بمكانة سياسية ورمز توافقي من قبل الجميع، و”المعجبون” الذين أشار إليهم بتروس ليسوا مجرد أفراد، بل شبكة دعم متعددة المستويات .

الوطن

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock