خبير مائي يحذر… دمشق قد تعطش جراء الجفاف وحفر الآبار المخالفة حول الفيجة

كشف الخبير في منظمات الأمم المتحدة للمياه والبيئة محمد الدبش أن التهديد الأخطر والكبير الذي يؤثر في نبع الفيجة اليوم هو حفر العديد من الآبار العشوائية في حرم النبع وفي منطقة الحوض الصباب الذي يغذيه وخصوصاً في منطقة وادي بردى والفيجة وجديدة الوادي وعين الخضراء وسهل الزبداني والتي تعد الخزان المائي للمنطقة من وقت التحرير إلى اليوم، ما يهدد دمشق بالعطش.
وفي تصريح لـ”الوطن” أضاف الدبش: تم إحصاء حفر أكثر من ألف بئر لأهداف الزراعة واستعمال المطاعم والفلل الفارهة والمنتزهات التي تتموضع على جنبات النهر، وقد جرى هذا الأمر بسبب غياب سلطة الدولة وغياب الرقابة على تلك الفعاليات المضرة بحجم المياه الذي يمكن توفيره لدمشق وبالحفارات التي كانت مصادرة لدى البلديات ووزارة الموارد المائية والتي أعيدت لأصحابها الذين استغلوها بشكل بشع بالإضافة للموافقات التي أعطيت من قبل المشرف على المنطقة.
وتابع: أغلبكم يعرف أن المصدر الرئيسي لمياه الشرب لمدينة دمشق هو نبع الفيجة، وهو المصدر المائي الوحيد تقريباً الذي كانت تجر منه المياه إلى مدينة دمشق منذ العهد الروماني ضمن أقنية حفرت في الصخر بجوار نهر بردى وتصل غزارته المتوسطة إلى 11-20 متر مكعب ثانية ويصل في سنوات الخير الماطرة إلى 30م3 في الثانية ، مشيراً إلى أنه في عام 1924 وبعد تأسيس مؤسسة مياه عين الفيجة جرى حفر أول نفق صخري ينقل الماء من نبع الفيجة إلى خزان الوالي في منطقة المهاجرين بدمشق وبعد أن تم استهداف هذا الخزان في حرب تشرين 1973 من قبل العدو الإسرائيلي جرى العمل على إنشاء خزانات أكبر وأعمق في داخل جبل قاسيون يتم جر الماء إليها وتعقيمها وفلترتها ثم ضخها عن طريق الراحة والإسالة الطبيعية إلى مدينة دمشق، حيث تصل المياه إلى كل بيت فيها وهو ما يفسر الكلفة المنخفضة بسبب خفض تكاليف الجر والضخ، وافتتح المشروع في عام 1986.
ولفت إلى أنه مع توسع عدد السكان في مدينة دمشق وبسبب ازدياد الطلب على المياه وازدياد متطلبات الحياة وبدء تأثيرات التغيرات المناخية والجفاف بدأ منسوب المياه بالهبوط في حوض النبع، مبيناً أنه في السابق لجأت الحكومة إلى حفر بعض الآبار الداعمة مياه الشرب في مدينة دمشق، حيث كان يضخ منها المياه إلى خزانات في المدينة وتخلط مع مياه الفيجة ويتم توزيعها عبر الشبكة إلى المنازل وكان يعتمد على هذه الآبار في أشهر التحاريق وهي أشهر تموز وآب وأيلول وتشرين الأول وهي التي تعد أشهر الصيف، حيث ينخفض منسوب المياه في النبع ويزداد استهلاك الناس.
وقال الدبش: كانت هناك جهود كبيرة للحفاظ على مياه النبع نظيفة محمية من التعديات عبر حمايتها من التهديدات البيئية مثل التلوث الناجم عن الأنشطة البشرية ودخول الأشخاص إلى حرم النبع ومنشآت الضخ في المناطق المحيطة والحد من إنشاء أي منشآت قد تلوث المياه في المنطقة.
وأضاف: من خلال رصدنا لمنطقة الحوض والنبع لاحظنا دخول العديد من المواطنين لحرم النهر وكذلك الإعلاميون وهذا أمر غير مسموح البتة لكيلا يتعرض للتلوث وكلنا يذكر الفيديو الذي قام بتصويره أحد الإعلاميين داخل حرم النبع والذي كان يتجول فيه بحرية بحذائه في المكان من أجل حصد الترندات ضارباً عرض الحائط بسلامة المصدر المائي.
الوطن- محمود الصالح