دالاتي والتضامن.. قصة انتصار الإرادة الإنسانية

يُعدّ الإفراج عن الناشط السوري عبد الرحمن دالاتي من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي الذي اعتقلته الأربعاء الماضي خلال مشاركته في أسطول الحرية لكسر الحصار عن غزة، والذي وصل اليوم إلى الأراضي التركية بعد رحلة محفوفة بالمخاطر، رسالة رمزية قوية تؤكد أن التضامن الإنساني لا يُقهر، وأن إرادة الشعوب العربية والعالمية للوقوف إلى جانب غزة لا تزال نابضة بالحياة على الرغم من محاولات الاحتلال وأد صوته.
دالاتي كان على متن السفينة التركية “الضمير”، إحدى السفن المشاركة في الأسطول، حين طوّقتها الزوارق الحربية الإسرائيلية في المياه الدولية.
انضم دالاتي إلى “أسطول الحرية” في 13 أيلول الماضي، عندما أبحرت سفينة الضمير من ميناء إزمير التركي باتجاه تونس عبر إيطاليا، قبل أن تلتحق ببقية السفن ضمن المبادرة الدولية الهادفة إلى إيصال المساعدات الإنسانية والطبية إلى غزة وكسر الحصار الإسرائيلي.
وينحدر دالاتي من محافظة حمص، ويقيم في مدينة إسطنبول التركية، حيث عُرف بنشاطه الإنساني والإعلامي في الدفاع عن القضايا الحقوقية ودعم المتضررين من الحروب والحصار في سوريا وفلسطين على حد سواء.
وفي آخر رسالة صوتية قبل اعتقاله، قال : “نتعرض الآن لمحاولة قرصنة من القوارب العسكرية الإسرائيلية،سنرفع أيدينا التي جاءت لإطعام إخواننا في الهواء، وسيرى العالم كل شيء حتى يطفئ الاحتلال الكاميرات”.
يُثبت عبد الرحمن دالاتي عبر رحلته، أن الإنسان العربي، سواء كان من دمشق أو غزة، يحمل قلبًا واحدًا ينبض بحب الحرية والعدالة، وأن التضامن الإنساني هو الجسر الذي يوحد بين وجع الامتداد وقوة الأمل في مستقبلٍ يسوده السلام والكرامة.
الوطن