رحلة الحكاية والحكواتي المعاصر في الذاكرة الحمصية

أقام نادي “أصدقاء الثقافة” التابع لفرع حمص لاتحاد الكتّاب العرب، ظهر أمس الإثنين، محاضرة بعنوان “رحلة الحكاية والحكواتي المعاصر في الذاكرة الحمصية”، قدّمها الفنان والإعلامي محمد خير الكيلاني.
بدايةً، عبّرت مديرة النادي سكون شاهين عن أهمية اللقاء الذي يعيد إحياء ذاكرة مدينة حمص الثقافية والفنية، مؤكدة أن هذا اللقاء يعيدنا إلى زمنٍ كانت فيه الكلمة حكاية، والصوت بوابة للدهشة والخيال، لنستحضر الأيام التي كان فيها الحكواتي حارساً للذاكرة الشعبية وصوتاً للناس وحكاياتهم.
وفي مستهل محاضرته، تناول الكيلاني تاريخ فن الحكواتي وأصوله في التراث العربي، موضحاً أنه كان يجمع الناس في المقاهي على اختلاف انتماءاتهم، فيوحّدهم الاستماع إلى الحكاية التي تُحيي فيهم روح البطولة والمروءة.
كما أضاء على دور الحكواتي الذي يجمع بين السرد الدرامي والأداء المسرحي، مستعرضاً تطوره عبر العصور حتى أصبح شكلاً من أشكال المسرح العربي، قبل أن يتراجع حضوره في ظل تطور وسائل الإعلام الحديثة، مؤكداً أن الحكواتي مازال يحتفظ ببريقه في الذاكرة الشعبية، لأنه لا يقدّم التسلية فقط، بل يعيد للناس ارتباطهم بالهوية والتراث والخيال الجمعي.
واختتم اللقاء بأداء حي قدّمه الفنان الكيلاني بدور الحكواتي التقليدي، استعاد فيه أسلوب الحكاية الشعبية القديمة بمقدمة “كان يا ما كان”، ليأخذ الحضور في رحلة زمنية إلى مقاهي حمص القديمة، حيث كانت الكلمة تصنع السحر، والحكاية تجمع الناس حول صوتٍ واحد.
الوطن