سوريا وروسيا.. تصحيح جذري لطبيعة العلاقة

لاشك أن زيارة وزير الخارجية والمغتربين أسعد الشيباني إلى موسكو واللقاءات والمباحثات التي أجرها مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ووزير خارجيته سيرغي لافروف وما نتج عنها، ليس أمراً تقليداً أو عادياً، بل يمكن القول إن نتائجها تؤكد أن ما جرى تصحيح جذري لطبيعة العلاقات بين البلدين وانطلاق مرحلة جديدة من التفاهم بين البلدين تشمل المجالات كافة.
نعم “تصحيح جذري”، بكل ما تعنيه الكلمة، فسوريا الجديدة التي تعمل على إعادة بناء علاقاتها مع الدول على أسس جديدة قائمة على السيادة الوطنية والعدالة والاحترام المتبادل، ليست سوريا التي كانت في زمن نظام بشار الأسد البائد.
روسيا في المقابل تدرك ذلك وراغبة في تصحيح هذه هذه العلاقة، وقد دل على ذلك الحفاوة التي حظي بها الشيباني واستقباله من قبل الرئيس بوتين، بعد مباحثاته مع نظيره لافروف، وكذلك مباحثاته برفقة وزير الدفاع اللواء مرهف أبو قصرة، ورئيس الاستخبارات، حسين سلامة، مع وزير الدفاع الروسي أندريه بيلوسوف.
رغبة البلدين بانطلاق مرحلة جديدة في العلاقات بينهما بدت مما نقلته وسائل إعلام بأن “اللقاء التاريخي بين الرئيس فلاديمير بوتين ووزير الخارجية أسعد الشيباني أكد انطلاق مرحلة جديدة من التفاهم السياسي والعسكري بين البلدين تقوم على احترام سيادة سوريا ودعم وحدة أراضيها”، وتشديد الرئيس بوتين خلال اللقاء على رفض روسيا القاطع لأي تدخلات إسرائيلية أو محاولات لتقسيم سوريا وتأكيده التزام موسكو بدعمها في إعادة الإعمار واستعادة الاستقرار.
كما ان أكثر ما يؤكد انطلاق المرحلة الجديدة في العلاقات بين البلدين، هو إعلان لافروف أن الطرفين اتفقا على آلية لإجراء مراجعة شاملة لجميع الاتفاقيات والعقود المبرمة بين موسكو ودمشق، وتأكيده أن موقف موسكو تجاه دمشق «لا يعتمد على الوضع السياسي أو تغيير الحكومة، بل يرتكز على تقاليد راسخة من الصداقة والاحترام المتبادل»، وأن موسكو تتطلع لزيارة الرئيس أحمد الشرع.
الوطن