سوريو فرنسا يطلقون حملة الوفاء لإدلب

أطلق نشطاء سوريون وجمعيات أهلية في سوريا وفرنسا، حملة الوفاء لإدلب المزمع إقامتها في 26 من الشهر الجاري.
من جانبه أكد علي الزرقان رئيس المجلس السوري الفرنسي” جمعية مسجلة بفرنسا” أن حملة الوفاء لإدلب تأتي استكمالاً لمشاركة السوريين في الحملات السابقة” أبشري حوران وريفنا بيستاهل، وحملة حمص” والتي ساهم بها سوريو فرنسا كل حسب إمكانياته وحققت عودة للشعور الجمعي والعمل المشترك والبناء والذي افتقدناه طيلة العقود السابقة”.
ولفت رئيس المجلس السوري الفرنسي: “أن حملة “الوفاء لإدلب” تجري بالتنسيق المباشر مع إدارة الحملة في إدلب حيث بدأ إعلان بدء الحملة في فرنسا اعتبارًا من اليوم، وذلك عبر جمعية “بسمتي”، العضو الفاعل في المجلس، والتي تتمتع بالصفة القانونية التي تتيح لها إصدار وصل مالي رسمي للمتبرعين، ما يتيح لهم الاستفادة من التخفيضات الضريبية وفق القانون الفرنسي.
وشدد “الزرقان” أن هذا التعاون بين الداخل السوري والجالية في فرنسا يعكس روح التضامن العابرة للحدود، ويؤكد أن إدلب ليست وحدها، بل لها أبناء وأصدقاء في كل مكان، حيث تقف إدلب اليوم على مفترق طرق بين الأمل والانهيار. فبعد سنوات من الاستنزاف، باتت بحاجة ماسة إلى دعم شامل في مختلف القطاعات”.
من جانبه أكد وضاح الصديق رئيس جمعية “بسمتي” المسجلة في الاتحاد الأوروبي : “أن الجمعية تعول على مشاركة واسعة من السوريين والإخوة العرب في عموم دول الاتحاد الأوروبي بعد أن تم توزيع رابط المساهمة لنكون جميعاً أوفياء لإدلب التي احتضنت السوريين وشكلت بداية انتصار حلمهم على الطاغية”.
مشيراً إلى أن الجمعية وجمهور الثورة السورية كان حاضراً منذ انطلاق الثورة السورية، وعملت على ثلاثة محاور طيلة السنوات السابقة ويصل عدد كفالات الأيتام المسجلين في قوائمنا إلى 3000 يتيم ونكمل اليوم في محور البنى التحتية وترميم المنازل إضافة للمحور الرئيس المتمثل في الاستجابة السريعة “الإغاثة”.
وحول توقعات الجمعية بحجم المشاركة في حملة الوفاء لإدلب اعتبر “الصديق” سقف توقعاتنا مرتفعاً لثقتنا بالسوريين والإخوة العرب الذين لم يبخلوا في المشاركة سابقاً، واليوم لدى الجميع الرغبة برد الجميل لإدلب، ليست لدينا أرقام محددة نعلنها، للتو بدأنا، لكن آمالنا كبيرة، إذ جرت العادة في نهاية مشاركاتنا السنوية أن نجمع بين 4 إلى 5 ملايين دولار سنوياً”.
الحملات بين “البحصة والجرة”
مفاعيل الحملة واستحقاقاتها أعادت “سيرة” وأهمية الحملات وتباين الآراء حول أدوارها المنشودة بين إن كانت “البحصة التي تسند الجرة” أم الضرورة بغياب استحقاق مشروع إعادة الإعمار وتأخره.
“الإشكالية الأساسية تكمن في غياب وفاء الدول الداعمة للتحول السوري، أي إن الدول المعنية بمشاريع إعادة الإعمار في سوريا لم تلتزم بما وعدت به”.
“هل سنشهد تبرعات لرجل الأعمال موفق القداح وغيره مثلاً، كما في الحملات السابقة، أخشى أن يؤدي ذلك إلى إرهاقهم والمجتمع المدني بالتكرار “مخاوف يبديها محمد الخطيب أحد المساهمين في الحملات السابقة، مضيفاً “عادة تكون مساهمات المجتمع المدني الخطوة الثانية بعد الدولة، وأن تُستخدم التبرعات والمساعدات في دعم المشاريع المجتمعية التي لا تقوم بها الدولة، مثل: “رعاية الأيتام، التعليم، الصحافة المستقلة، والأحزاب، والمبادرات المجتمعية الأخرى”، مشيراً إلى أن هذه الأموال يمكن أن تسهم في بناء بنية مجتمعية قوية، في ظل وجود حوالي 90% من السوريين تحت خط الفقر.
ويختم “الخطيب” بتساؤلات يرى أنها تقض مضاجع الجميع حسب متابعته.
“ماذا عن العائلات التي فقدت معيلها في الغارات أو المعتقلات؟ ماذا عن الأطفال والمرضى الذين يحتاجون لدعم إضافي؟ ضحايا الحرب والسجون والشباب والنساء؟ هذه أولويات يجب أن تركز عليها التبرعات الأهلية في الدرجة الأولى”.
مدير الأبحاث في المركز السوري لدراسات الرأي العام (مدى) “أحمد مراد“ يذهب بعكس الرأي السابق.
“ما تحتاجه اليوم المجتمعات المحلية مشروعات بنية تحتية وخدمية عاجلة ترتبط بالخدمات الأساسية كالصحة والتعليم والمياه، وتشكل حلولاً إسعافية لسد أهم احتياجات السكان”.
حسب “مراد”، فإن “هدف المبادرات المشاريع المحلية ترسخ وتعزز حالة من التضامن والمواطنة بين السوريين، نحن أمام أسمى درجات المواطنة في المشاركة والمسؤولية المجتمعية لدى السوريين”.
باريس – محمد العويد