شركات عربية تستثمر “سياحياً” في سوريا.. إطلاق مشروعات كبرى الشهر المقبل

أكدت وزارة السياحة العمل على فتح آفاق جديدة للشراكات والمشروعات المستدامة من خلال تحفيز الاستثمارات السياحية التي تحقق نمواً اقتصادياً وعائدات مالية، وذلك ضمن خطتها لاستعادة مكانة سوريا كمقصدٍ مهم على خريطة السياحة العالمية، وبما تملكه من إرث تاريخي وطبيعي يؤهلها لتكون وجهة استثمارية واعدة.
وحسب تقرير صادر عن الوزارة (حصلت الوطن على نسخة منه) تُركّز خطة الوزارة على تجاوز آثار سياسات النظام البائد، التي أدت إلى عزلة سوريا إقليمياً ودولياً، وترهل البنى التحتية السياحية، وتراجع عدد الغرف الفندقية، ولذلك تسعى الوزارة عبر توحيد الجهود الحكومية، إلى تغيير الصورة الذهنية عن سوريا وتفعيل السياحة كداعم أساسي للاقتصاد ورافد رئيسي للخزينة، بهدف رفع مساهمة القطاع إلى 30% من الناتج المحلي خلال المرحلة المقبلة، واستعادة القدوم السياحي بعد أن كانت مساهمته قبل الثورة لا تتجاوز 14%.
وفي استعراض لمجمل عمل الوزارة بعد التحرير من النظام البائد، أكدت عمل الحكومة على تطوير المنتج السياحي لمنافسة الأسواق الإقليمية والعالمية، وذلك عبر تهيئة بيئة استثمارية جاذبة، وتبسيط إجراءات منح التراخيص بالتعاون مع هيئة الاستثمار ووزارة المالية والجهات المعنية، إضافة إلى تعديل بعض القوانين الناظمة.
ونوهت إلى المرسوم الذي أصدره الرئيس أحمد الشرع المعدّل لقانون الاستثمار /18/، متضمناً العديد من المزايا والتسهيلات، منها ضمان حقوق المستثمر طوتل فترة الاستثمار (تشييد وتنفيذ المشروع)، وإمكانية تحويل الأرباح بالقطع الأجنبي إلى خارج سوريا، واستقدام عمالة خارجية بنسبة 40% من العدد الكلي عند الحاجة لتخصصات محددة.
تحديث البنى التحتية
وأشارت إلى التركيز على تطوير البنية الخدمية من خلال تجديد الفنادق القائمة وطرح مشروعات استثمارية ببرامج متنوعة، مع إعطاء الأولوية لمنشآت الإقامة، نظراً لمحدودية الغرف الفندقية قياساً بعدد السياح المتوقع استقبالهم ضمن خطة استعادة القدوم السياحي.
تأهيل منشآت فندقية
وفي السياق، أكد معاون وزير السياحة لشؤون الاستثمار، غياث الفراح، أن جهود الوزارة أثمرت عن نتائج ملموسة باستقطاب الاستثمارات السياحية، حيث أعيد افتتاح /4/ منشآت فندقية بعد تأهيلها وهي “رويال سميراميس” – “آرت هاوس”- “ديونز بوتيك” بدمشق، وفندق “بارك بلازا” بصلنفة، كما تمت المصادقة على عقود استثمار مطعم “السوار”، وفندق “السياحة والاصطياف” في اللاذقية.
وكشف الفراح عن مشروعاتٍ سياحية كبرى سيتم إطلاقها بالتشارك مع شركات عربية “سعودية وقطرية وإماراتية” اعتباراً من الشهر المقبل.
وحسب التقرير، تجلى الإقبال في توقيع مذكرات تفاهم مع شركات كبرى نتجت عنها عقود تطوير وتأهيل منشآت مرخصة بخمس نجوم، مثل “الداما روز” و”البوابات السبع” بدمشق، و”شهبا” بحلب، و “لاميرا” في اللاذقية، ليتم استقدام شركات عالمية لإدارتها بعد تأهيلها وتطوير فعالياتها.
مشروعات استثمارية
وطرحت الوزارة بالتعاون مع الجهات المالكة /23/ مشروعاً استثمارياً، بتكاليف وصيغ وبرامج توظيفية متنوعة، توزعت على /7/ محافظات، منها /4/ مشروعات تم فض عروضها المتكاملة.
وجرى توقيع عقدي فندق “الداما روز” وبيت “أبو خليل القباني” بدمشق، ويتم استكمال أعمال فض العروض لباقي المشروعات التي بلغت تكلفتها الإجمالية نحو /335/ مليون دولار.
كما أُطلقت أعمال مشروعات استراتيجية مثل مجمع وفندق “غاليري الحجاز”، و”كارلتون دمشق”، ومقاسم تنظيم كفرسوسة (189–190–191–192)، والمقسم /47/ غرب الحجاز، مع دراسات هندسية لمواقع كل من البصة والصنوبر ووادي قنديل باللاذقية، وأرض كيوان بدمشق.
وتُسهم هذه المشروعات في توفير فرص عمل واسعة لخريجي التعليم السياحي وقطاعات أخرى خلال مرحلتي التشييد والتشغيل.
ووفق خطط الوزارة لعام 2030، يُتوقع توفير ما بين 120 و150 ألف فرصة عمل من خلال إقامة منشآت جديدة وتطوير القائم منها وزيادة الطاقة الاستيعابية الفندقية.
مركز خدمة المستثمرين
وأحدثت وزارة السياحة مركز خدمة المستثمرين كخطوة فاعلة لتبسيط الإجراءات، حيث يؤمّن الموافقات اللازمة داخل الوزارة وخارجها، ويُسهل منح التراخيص، ويُعرف المستثمرين بآليات الاستثمار والفرص المتاحة.
الوطن- فادي بك الشريف