العناوين الرئيسيةسوريةسياسة

عباس شريفة: مشروع الهجري الانفصالي لن ينجح لأنه يحمل في جوهره بذور فشله

اعتبر الكاتب والباحث السياسي، عباس شريفة، أن المشروع الانفصالي الذي يسعى حكمت الهجري إلى تحقيقه، لن ينجح لأنه “يحمل بذور فشله في جوهره”.

وفي تصريح لـ”الوطن” قال شريفة: “من الواضح أن اضطراب المشروع السياسي عند الهجري، يعكس حالة فقده للظهير الدولي، أو توهمه بأن الظهير الدولي المتمثل بإسرائيل سيدعمه في هذا المشروع، وبالتالي هو يتنقل بين الإدارة الذاتية والاستقلال في السويداء، والآن يتكلم عن استقلال الجنوب”.

ووصف شريفة مطالبة الهجري في تصريحاته الأخيرة باستقلال الجنوب السوري، بأنها تهديد مبطن لدمشق بأنه “إذا لم تتفاوضوا معي على السويداء فستتفاوضون غداً على محافظة درعا”.

وأضاف: “بالتالي هي مناورة أو نوع من الضغط على دمشق للاستماع إلى مطالبه، خصوصاً أنه وبعد انقطاع الاتصال معه والأزمة الداخلية الموجودة لديه في السويداء يحاول تصدير هذه الأزمة، ولا سيما أن الناس تسأله عن الخطوة التالية ولا توجد لديه إجابة عن هذه الخطوة، وبالتالي هو يذهب باتجاه رفع السقف”.

وأشار شريفة إلى أن الهجري شكل مؤخراً ما يسمى “الحرس الوطني” وهو تشكيل طائفي بامتياز، “والسؤال حالياً الذي يواجه الهجري ولا توجد إجابة له عنده، من أين ستأتي بالموارد والرواتب؟، خصوصاً “أن إسرائيل لن تذهب معه إلى آخر الخط وتحاول إفهامه بأن عليه تحصيل ما يمكن تحصيله من دمشق لأنها  لن تدعم حالة استقلال الدروز عن الدولة السورية، لأن هذه الحالة إن حصلت فستخلق صراعاً إقليمياً في المنطقة ولن تتوقف عند السويداء، لأن هذا الأمر سيعكس نمط تعامل إسرائيلي مع المنطقة، وبالتالي المنطقة بالكامل سترفع جرس الإنذار، وتعتبر أن إسرائيل هي الخطر رقم واحد، وبالفعل الكثير من الدول مثل تركيا ودول الخليج العربي ومصر بدأت تعيد ترتيب مستوى الأعداء، ويبدو أن إسرائيل تتصدر الترتيب لكل الدول”.

ورأى شريفة، أن الوضع في السويداء سيذهب نحو التهدئة خصوصاً، أن دمشق اليوم تتعامل مع الملف ببرود كامل، وبدأت بعض الأصوات الرافضة لمشروع الهجري تخرج من المحافظة، معرباً عن اعتقاده بأن هذه الدائرة ستتوسع مع الأيام، بسبب كمية التحديات الموجودة والمأزق التي وضع الهجري فيه نفسه، وبالتالي ستتشكل كتلة حرجة وطنية تؤمن بأن مستقبل ومصير السويداء مرتبط بسوريا ولا غنى عن سوريا”.

وأوضح، أن “المشروع الذي يطالب به الهجري يمكن أن يتحقق إذا صار تغيير ديمغرافي وتهجر مليونان من درعا واحتلال إسرائيلي للجنوب السوري”، موضحا أنه “إذا تحققت كل هذه الشروط أو البيئة المستحيلة يمكن أن يتحقق مشروع الهجري”.

ومن وجهة نظر شريفة، فإن مشروع الهجري لن يتحقق لأنه يبنيه على لا شيء، لافتا إلى أن “السويداء ليس لديها مقومات محافظة، فما بالك في فيدرالية أو دولة مستقلة، وبالتالي هي بحاجة إلى محيطها ومحيطها هو دمشق ودرعا والمحيط السوري والعربي، ولن يكون هناك نجاح لهذا المشروع لأنه يحمل بذور فشله في جوهره”.

وأوضح، أن مشروع الهجري ليس هناك إجماع عليه بين أهالي السويداء الذين بدأوا يشاهدون خطورته، كونه سيدخلهم في حالة عداء مع 400 مليون عربي وملياري مسلم.

وأشار إلى أن الهجري أصبح يُخرج المظاهرات في يوم السبت، بمعنى أنه يشير إلى أن الدروز أصبحوا جزء من اليهود، كما أنه يطالب بحماية إسرائيلية، وبالتالي هذا استعداء للمحيط بالكامل وتجاهل لأبناء الطائفة الدرزية المنتشرين كعمال وموظفين في كثير من الدول العربية والإسلامية، وبالتالي هو يذهب باتجاه وضع الدروز أمام حرب وجودية من أجل تنفيذ مشروع، ولكن ليس كل أهل السويداء مقتنعين بهذا التموضع.

الوطن

زر الذهاب إلى الأعلى
الوطن أون لاين
إغلاق

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock