عميد كلية الهندسة المعلوماتية بدمشق: أزمة نقص الأساتذة وتقدمهم في السن تُثقل كاهل العملية التعليمية.. “اتحاد الطلبة” كان أشبه بجهاز أمني مبتعداً عن دوره

أكد عميد كلية الهندسة المعلوماتية بجامعة دمشق الدكتور عمار جوخدار أن استراتيجيته منذ توليه إدارة الكلية قبل عامين ونصف ركّزت على ثلاث محاور، محاربة الفساد والغش الامتحاني، وتحسين الظروف ليتمكن الطالب من التحصيل العلمي المناسب والنجاح بقدراته لا بالغش وأخيرا إعادة الثقة بين الطلاب والإدارة، من خلال بيئة تعليمية أفضل وانفتاح على سوق العمل.
وأوضح أن الكلية عملت بدايةً على معالجة مشكلات مزمنة مثل ابتعاد الطلاب عن الكلية لأسباب عديدة منها غياب النظافة وضعف البنية التحتية وقلة النشاطات الطلابية حيث جرى تأمين مخابر حرة لعمل الطلاب بعد الدوام مجهزة بانترنت وكهرباء كبديل عن مقاهي الانترنت الغالية وإعادة تأهيل الحمامات وضمان نظافتها وتأمين مصليات ومواضئ للطلاب، وتنشيط الحياة الجامعية الترفيهية عبر نوادي الروبوتية والشبكات والبرمجيات ونادي الشطرنج ونادي الموسيقى وإضافة ثلاث طاولات كرة طاولة للترفيه.
وأشار إلى أن أحد أبرز أهداف الإدارة كان تحويل الكلية إلى مكان محبّب للطالب يقضي فيه وقته للدراسة والمشاركة بالنشاطات، وليس فقط لحضور المحاضرات.
وفيما يخص تفعيل دور الطالب، بيّن الدكتور جوخدار أن الكلية تعمل وفق مبدأ الشراكة، من خلال تشكيل لجان طلابية حقيقية تشارك في التنظيم واتخاذ القرارات المتعلقة بالأنشطة، من حفلات التخرج إلى المسابقات البرمجية، مع الاعتماد على متبرعين من الشركات العاملة في سورية دون تحميل الطلاب أي تكاليف إضافية.
كما شدّد على أهمية الانفتاح على الخارج، موضحاً أن الجامعة وقّعت مذكرات تفاهم لصالح الكلية مع شركات وجهات خاصة لتأمين فرص تدريب ومشاريع تخرج واقعية، وبدأت بفتح قنوات تعاون مع جامعات وجهات بحثية محلية وخارجية.
أما في الجانب الأكاديمي، أشارجوخدار إلى أن الكلية تعاني نقصاً كبيراً في الكادر التدريسي، إذ لا يوجد فيها سوى قرابة خمسة عشر مدرساً متخصصا فقط ، وهو عدد لا يغطي الحاجة الفعلية لمواد الكلية، وخصوصاً الجوانب العملية والمخبرية. وأوضح أنه تمّ الاستعانة بعدد من الخريجين المتميزين والمتطوعين للمساعدة في التدريس العملي والإشراف على المشاريع، ما ساهم في سدّ جزء من النقص وتحسين جودة العملية التعليمية.
وأكد أن الإدارة تعمل على تحسين جودة التعليم من خلال ضبط الامتحانات عبر كاميرات المراقبة وتطبيق القانون بصرامة، مع تنظيم الاعتراضات على العلامات ضمن أطر قانونية واضحة.
وتطرق عميد كلية الهندسة المعلوماتية في حديثه إلى اتحاد الطلبة، موجهاً انتقاداً لطبيعة دور الاتحاد في فترة النظام السابق تعمل كقطب مستقل له صلاحياته ويتدخل في الترشيحات والقرارات، معتبراً أنه كان أقرب إلى جهة رقابية تُمارس دوراً أمنياً داخل الجامعات، “أشبه بالمخابرات” على حدّ تعبيره، بدلاً من أن يكون جسماً طلابياً يمثل مصالح الطلاب ويدافع عن قضاياهم.
وأكد أن المرحلة الحالية تتطلّب نموذجاً جديداً لاتحاد الطلبة شبيه بما تقوم به الكلية حاليا في فترة ما بعد التحرير حيث لدينا العديد من اللجان الطلابية والمتطوعين الذين يقومون بتنظيم الفعاليات الطلابية المختلفة من نوادي وزيارات ومسابقات وغيرها وهي ناجحة جدا وتقدم لهم إدارة الكلية الدعم اللازم. ولكن هذه اللجان لا تتدخل مباشرة بعمل الكليات إلا من خلال النقد البناء ونقل أفكار الطلاب لإدارة الكلية والدفاع عن مصالح الطلاب من خلال قنوات الشكاوى الرسمية.
وختم جوخدار بالتأكيد على أن كل هذه الخطوات تهدف إلى “إعادة بناء علاقة الثقة بين الطالب والإدارة”، وتأسيس بيئة تعليمية متوازنة تجمع بين الانضباط والمرونة، ليشعر الطالب بأن الكلية بيتُه الحقيقي وليساهم بدوره في تطويرها.
مرام جعفر ـ الوطن