عمّان تستضيف اجتماعاً سورياً أردنياً أميركياً.. جهود لحل أزمة السويداء بالحوار

تستضيف العاصمة الأردنية عمّان، يوم غدٍ الثلاثاء، اجتماعاً ثلاثياً يضم وفوداً من سوريا والأردن والولايات المتحدة، بهدف بحث تطورات الوضع في الجنوب السوري، ولا سيما محافظة السويداء، التي شهدت خلال الفترة الماضية حالة من التوتر والاضطراب جراء انتشار مجموعات خارجة عن القانون تعمل وفق مشاريع خارجية مشبوهة.
ويأتي الاجتماع وسط جهود دبلوماسية سورية مكثفة تهدف إلى تطويق الأزمة داخل المحافظة ومعالجة تداعياتها السياسية والأمنية، في إطار حرص القيادة السورية على صون النسيج الاجتماعي في جبل العرب، والحفاظ على وحدة وسيادة البلاد، وسط رؤية واضحة لحل الأزمة على أساس الحلول السياسية والاجتماعية.
ويرى مراقبون أن دمشق لا تزال منفتحة على جميع المبادرات التي تصب في مصلحة وحدة السوريين، رغم أنها أرسلت سابقاً وفوداً محلية ودينية إلى السويداء، وعرضت مقترحات متعددة للحل، لكن حكمت الهجري كان يكرر دائماً رفضه المطلق لجميع هذه المبادرات، بل بات يتبنى خطاباً تصعيدياً لا يعكس المزاج العام لأهالي السويداء، إضافة إلى إعلانه العداء للدولة السورية مقابل شكره الصريح لإسرائيل وسعيه لتدويل أزمة السويداء، كما يصر على استخدام لغة السلاح ومفردات “الانفصال السياسي” في أحاديثه وتصريحاته، ما يطرح علامات استفهام حول طبيعة الأجندة التي يتبناها، والجهات التي تدعمه.
وفي هذا السياق، اعتبر مراقبون أن دعوات الهجري لتسليح المدنيين وإنشاء ما يسمى “قوة دفاع ذاتية” خارجة عن مؤسسات الدولة، تتقاطع بشكل مباشر مع أهداف الاحتلال الإسرائيلي في إشغال الدولة السورية عن أولوياتها الوطنية في إعادة الإعمار وتثبيت الاستقرار في عموم البلاد، فضلاً عن إحداث فرز طائفي يخدم مصالح الكيان الاستراتيجية في الجنوب السوري.
ورغم هذه التحديات، فإن الحل ما زال ممكناً شريطة انخراط القيادات المحلية في السويداء وفي مقدمتها الهجري في حوار جاد ومسؤول مع الدولة السورية، التي ترى في أبناء المحافظة جزءاً أصيلاً من نسيج الوطن وشركاء في بنائه، لذلك تبقى الأنظار موجهة إلى نتائج اجتماع عمّان، على أمل أن يشكل نقطة انطلاق جديدة نحو تفاهم إقليمي – دولي يدعم الجهود السورية.
الوطن