عيد الميلاد.. دعوة للتسامح والمحبة والسلام

يطل ميلاد سيدنا عيسى عليه السلام ليدعو إلى العودة للذات والتأمل، وإلى نسيان الماضي بكل آلامه، ليحمل الكثير من الدلالات الروحية والدينية العميقة، ويجسد أحد أنواع العيش المشترك، بما يرمز إلى ترسيخ قيم الفضيلة والتسامح والمحبة والسلام بين أفراد الوطن الواحد، وهو ما نراه في سوريا، إذ يشكل الناس فيها لوحة فسيفسائية متجانسة من خليط بشري يلتقي على المحبة والود.
وتتعدى رمزية الميلاد اليوم حدود الاحتفالات الدينية لنجدها أحد رموز الأمل والتجدد والترابط الأسري، فهي تجمع الأشخاص وتخلق نوعاً من التعاضد فيما بينهم وتذكرهم بأهمية العطاء والمحبة، كما تعكس الفرح والبهجة.
كما تسهم شجرة الميلاد في خلق أجواء حيوية خلال فصل الشتاء، حيث تعتبر جزءاً أساسياً من الاحتفالات في العديد من الثقافات حول العالم في بادرة للتعبير عن روابط الأخوة والتسامح.
ويعود تقليد تزيين أشجار عيد الميلاد إلى الحضارات الأوروبية القديمة بحيث استخدمها الناس لأنها أشجار دائمة الخضرة للاحتفال بالانقلاب الشتوي، فتم اعتماد شجرة الصنوبر التي ترمز إلى الحياة المتجددة والحيوية، ويتشارك الناس الاحتفال في هذه المناسبة في الساحات العامة والشوارع الكبرى خلال الأيام العشرة الأخيرة من كل عام.
أما عن الزينة التي تضاف على الشجرة فهي عبارة عن كرات حمراء تمتزج بخضرة الشجرة لتجسد سلامة العيش في الحاضر والمستقبل، على حين ترمز النجمة إلى النور ، أما الجرس فهو رمز للفرح والبهجة، كما تعد الشموع النور الحقيقي وشمس الأقطار ، أما الطوق أو الإكليل فيرمز للطبيعة الخالدة للحب الإلهي، ويرمز الحذاء إلى العطاء والتكافل مع الفقراء، كما تم اعتماد أشكال أخرى من الزينة التقليدية مثل الأكاليل والحلي وحلوى القصب.
وتختلف زينة الشجرة بين بلد وآخر ، ففي بعض الثقافات تزين الشجرة بالتفاح والحلويات في إشارة إلى الخصوبة والاستمرارية، بينما تُستخدم في أماكن أخرى الزينة المصنوعة يدوياً لتعكس التراث المحلي والدلالات الثقافية، كما تُعلق الجوارب أو الأكياس على الشجرة لوضع الهدايا فيها في ثقافات أخرى.
ويصاحب الاحتفال بعيد الميلاد الكثير من الأنشطة والفعاليات المبهجة، مثل توزيع الهدايا والتجمعات العائلية، وهي المظاهر التي تحمل طابعاً إنسانياً عاماً وغير مقتصر على دين معين، ففي هذه الاحتفالات تنشد الأناشيد وترتل الترانيم وتصدح الأصوات فرحاً ومسرةً وسلاماً للبشرية في جميع أنحاء العالم.
مصعب أيوب – الوطن