من الميدان

عين “النصرة” على كل إدلب.. ومعرة النعمان أول الغيث

كما كان متوقعاً، تفاقم الصراع بين معسكري الرياض والدوحة على خلفية الخلافات المحتدمة بينهما وسيطرت “جبهة النصرة”، أهم مكون لـ “هيئة تحرير الشام”، على معرة النعمان أبرز معاقل ميليشيا “الجيش الحر” بعد طرد “فيلق الشام” و”الفرقة 13″ التابعة لها منها وقتل قائد “الشرطة الحرة” في المدينة العقيد الفار تيسير السماحي وإعدام 5 مسلحين آخرين.

وأفادت مصادر معارضة مقربة من “الحر” لـ “الوطن أون لاين” أنه استنفر جميع تشكيلاته المسلحة في باقي مناطق ادلب خشية هجمات متوقعة قد تشنها “تحرير الشام” على معاقله ومناطق سيطرة حركة “أحرار الشام الإسلامية” الاخوانية الموالية لقطر وتركيا والهدف المقبل لـ “النصرة”.

وأردفت المصادر بأن “الحر” و”أحرار الشام” حشدوا في محيط معرة النعمان لطرد “تحرير الشام” منها في الوقت الذي تصاعدت حدة الخلافات في خطوط تماس سيطرة “تحرير الشام” خصوصاً في المناطق الحدودية كحارم وسلقين وكفرتخاريم وجسر الشغور وكفر دريان ومحيط الدانا وسرمدا وباب الهوى.

وتوقعت استمرار التصعيد بين الفريقين المتنازعين ليشمل ريف ادلب الجنوبي بشكل كامل خصوصاً بلدة كفروما جنوب معرة النعمان والتي شهدت اشتباكات قبل يومين بين “أحرار الشام” و”تحرير الشام” وأدت إلى جرح أحد شرعيي الأخيرة عبد الله المحيسني الذي أعلن وقوفه على الحياد من الصراع الدائر راهناً.

وبينت المصادر أن لدى قادة ميليشيات ادلب، وبخاصة “فيلق الشام” و”أحرار الشام” والفصائل المتحالفة مع الأخيرة، قناعة بأن معرة النعمان أول غيث تحرك النصرة التي تضمر نية للسيطرة على جميع محافظة ادلب التي تقاسمت السيطرة عليها مع ميليشيات “جيش الفتح” في نيسان 2015، وذلك بهدف إقامة “دولتها” الإسلامية التي ترى أن الظروف باتت مناسبة لإشهارها بعد دخول السعودية على خط دعم الميليشيات السلفية ومن يلف لفيفها على حساب الاخوانية التي وقعت في مأزق وباتت تعاني من مشاكل مالية تهدد وجودها.

وقالت مصادر أهلية لـ “الوطن أون لاين” أن “النصرة” شحذت الشارع الادلبي عبر خطب الجمعة اليوم 9 حزيران ضد بقية الفضائل المناوئة لها، ودعت إلى مواجهة كل الميليشيات التي تصنفها في خانة العداء لها وإلى حمل السلاح للدفاع عن معاقلها و”المحاكم الشرعية” التي تقيمها وتعتبر ذراعها الضارب في جميع مناطق المحافظة.

وتطورت الاشتباكات التي اندلعت أمس بين “فيلق الشام” و”الفرقة 13″ من جهة و”تحرير الشام” من جهة أخرى في معرة النعمان (33 كيلو متر جنوب ادلب) إلى حركة احتجاج وساعة ضد الأخيرة دفعتها إلى استخدام الرصاص الحي في وجه المتظاهرين الذين جرح أعداد منهم قبل أن تعمد إلى السيطرة على الحواجز وإعدام قائد “الشرطة الحرة” وفرض هيمنتها على كامل المدينة التي سبق أن شهدت اشتباكات خاضتها ضد “الفرقة 30” التابعة لـ “الحر” منتصف العام الماضي استولت خلالها على صواريخ “تاو” مضادة للدروع أمريكية الصنع من مخازنها في القرى المحيطة بها.

إدلب – الوطن اون لاين

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock