من الميدان

“فتح الشام” تسعى لإقامة إمارتها الإسلامية في إدلب

واصلت “جبهة فتح الشام” (جبهة النصرة سابقاً) حربها ضد بقية الميليشيات المسلحة في إدلب وخصوصاً “حركة أحرار الشام الإسلامية” والتي رفضت الالتحاق بركب مباحثات أستانة كرمى لها، وذلك بهدف إقامة إمارتها وفق منظورها الإسلامي المتشدد.

وأكدت مصادر إعلامية معارضة مقربة من الميليشيات المسلحة المتصارعة لـ “الوطن أن لاين” أن “فتح الشام” تستهدف عبر المعارك المتنقلة التي تخوضها تصفية أهم الفصائل المسلحة وفي مقدمتها “أحرار الشام” أهمها وأكبرها، وذلك على غرار “جبهة ثوار سوريا” و”حركة حزم” اللتان ضحت بهما لتوسيع نفوذ “النصرة” إبان اشتداد ساعدها نهاية 2014.

ونقلت المصادر عن قيادات عسكرية من “أحرار الشام” قولها أنها استنفدت فرص تسوية الخلاف، والذي تطور إلى صراع، مع “فتح الشام” على خلفية حملة الاعتقالات التي طالت عناصر من الطرفين في قرى جسر الشغور ومعبر خربة الجوز غير الشرعي مع تركيا ثم في ريف إدلب الغربي فالجنوبي.

وبينت المصادر أن تطور الأحداث والحشود التي تجهزها وتسيرها “فتح الشام” يشير إلى عزمها، مع “جند الأقصى” التي حلت واندمجت بها في وقت سابق، السيطرة على محافظة إدلب كاملة كنواة لتأسيس إمارتها الإسلامية التي طال انتظارها في توقيت يستبق النتائج التي تتمخض عنها مشاورات الأستانة والتي يتوقع أن توحد مساعي محاربة “فتح الشام” فرع القاعدة في سورية.

ودفع ذلك تركيا إلى إيقاف حملتها العسكرية بشكل مؤقت في محيط مدينة الباب بغية طرد تنظيم “داعش” من المدينة الاستراتيجية لصالح تشكيل تحالف من الفصائل المسلحة الموالية لها لمقاتلة “فتح الشام” وطردها من أهم معاقلها في إدلب بعد أن تمادت بغيها وراحت ترسم حدود إمارتها المرتقبة انطلاقاً من المحافظة، التي سيطرت عليها تحت راية ميليشيا “جيش الفتح” في ربيع 2015، وبما يناقض الجهود والاتفاقات التركية الروسية الساعة إلى فصل الفصائل عنها تمهيداً للقضاء عليها، وفق قول مصدر معارض مقرب من “أحرار الشام” لـ “الوطن أون لاين”.

واستمرت اليوم الجمعة، ولليوم الثالث على التوالي، الاشتباكات العنيفة بين “فتح الشام” و”أحرار الشام” في أحياء متفرقة من إدلب، وتركزت في جبل الزاوية في ريف المحافظة الجنوبي الذي سيطرت فيه الأولى على بلدة كنصفرة وردت الثانية بالهيمنة على مدينة كفرنبل أهم معاقل الأولى.

ووسعت “فتح الشام” دائرة مواجهتها مع الفصائل الوازنة في إدلب والتابعة لميليشيا ما يسمى “الجيش الحر” واعتقلت قيادات عسكرية في “جيش ادلب الحر” و”لواء صقور الجبل” بجبل الزاوية و”صقور الشام” في قرى أريحا، الأمر الذي سيفتح الباب لمواجهة كبيرة قد تفضي إما إلى تقليم أظافر “فتح الشام” بالتزامن مع تدخل أنقرة لصالح أعدائها أو إلى القضاء على الفصائل الصغيرة من دون الكبيرة مثل “أحرار الشام” التي وقفت إلى جانبها ورفضت الذهاب إلى الأستانة لتوفير الغطاء لها ومنع انكشافها أمام الحرب المقبلة التي تنتظرها.

إدلب- الوطن أون لاين

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock