فعاليات متنوعة وحيوية في اليوم الثاني من “ملتقى الكتّاب السوريين”

شهد اليوم الثاني من “ملتقى الكتّاب السوريين”، الذي تقيمه وزارة الثقافة بالتعاون مع اتحاد الكتّاب العرب في المكتبة الوطنية بدمشق، فعاليات متنوعة وبرنامجاً حيوياً.
بدأ اليوم بمحاضرة عنوانها “قراءة تاريخية في أسماء المدن والقرى السورية”، قدّمها الباحث محمد بهجت قبيسي، تناول فيها أصول التسميات من منظور لغوي وتاريخي، والمصطلحات والمفردات المكانية ومعانيها، مسلطاً الضوء على تأثير اللغات القديمة في تشكيل هوية المكان السوري، ومشيراً إلى المنهج التجريبي لجذور المفردات.
تلتها أمسية شعرية ماتعة أحياها كل من محمد سعيد العتيق وتمّام طعمة ومحمد قاقا، قدّموا خلالها نصوصاً تنوعت بين الوجداني والوطني، جمعت بين الكثافة اللغوية والعمق التأملي.
كما قدّم أحمد نتوف محاضرة بعنوان “الغزو الفكري في أدب الطفل المعاصر”، ناقش فيها أثر الإنتاجات المترجمة على تشكيل وعي الطفل، داعياً إلى تعزيز المحتوى المحلي المرتبط بالقيم الثقافية.
وحذّر من هشاشة الوعي وضعف المناعة الثقافية، ومن تأثير الصورة الذي يفوق تأثير النص، وكذلك من خطورة الأساليب غير المباشرة التي تتسلل عبر الصورة والموسيقى والقصة ومكوناتها. واستعرض أساليب الغزو الفكري وسبل مواجهته، ضارباً أمثلة متعددة، مثل: “كونان” و”باربي” و”ماشا” وغيرها.
وفي عالم القصة أضاءت الأمسية القصصية هذا اليوم بنصوص منوّعة، حيث شارك القاص محمد الحفري بنصين قصصين بعنوان: “مشوار طويل” و”ليس غروراً”، ويتناولان المديح والأحلام.
وفي مشاركة أخرى، روى القاص أيمن الحسن نصوصاً من جنس القصة القصيرة جداً، أبرزها: “موت الكاتب، خاتم فيروز، الحاكم والمنجل المكسور، سارق المعرفة، تقديم متأخر”.
واختُتمت فعاليات اليوم بندوة “الكاتب والسلطة” التي ناقشت العلاقة بين المثقف ومراكز النفوذ، ودور الكلمة في مواجهة التسلط.
وركّز أحمد علي محمد على ثلاث نقاط رئيسة، أوّلاها إعادة إنتاج الحداثة، وثانيها مدى إسهام الثقافة في صناعة المثقف الحقيقي، وثالثها كيفية تعبير الرواية السورية أثناء الثورة عن علاقة المثقف بالثورة. وذكر أن المثقف في سوريا كان يُحاسب حتى على النوايا، معتبراً ذلك قمعاً لا مثيل له.
وبدوره، قارن أحمد جاسم الحسين خلال مشاركته في الندوة بين الكاتب والسلطة التي قد تكون سياسية أو دينية أو اجتماعية، مشيراً إلى أن الكاتب في العالم العربي يكتب وفي رأسه “مخافر الشرطة” تراقب نصّوصه، ما يجعلها مفلترة ومرتبكة، وأكد أن القمع شكّل فعلياً أحد موضوعات الأدب العربي الحديث، شعراً ونثراً.
الجدير بالذكر أن يوم غدٍ الثلاثاء سيشهد فعاليات عدة، حيث تعقد ندوتان، الأولى بعنوان “الهوية الثقافية السورية” بمشاركة علي أبو زيد وإياس غالب الرشيد ولؤي خليل، والثانية بعنوان “أثر الكاتب السياسي في المهجر بين الثورة والدولة”، ويحاضر فيها أحمد قربي وعباس شريفة وحذيفة عكاش وأحمد زيدان.
كما تقام أمسية شعرية يحييها حسان عربش وأحمد شحود وإباء الخطيب، وأمسية قصصية يشارك فيها عبد الله النفاخ وإيمان بزرياشي.
وائل العدس
تصوير: طارق السعدوني