“قيصر” على طاولة الشيوخ الأميركي.. وملف سوريا يدخل مرحلة جديدة

دعا سياسيون أميركيون بارزون، بينهم السيناتور جين شاهين والنائب جو ويلسون، إلى رفع عقوبات قيصر المفروضة على سوريا منذ 2019، معتبرين أنها أصبحت تعرقل تعافي البلاد بعد الحرب، وتعاقب شعباً يحاول إعادة بناء دولته.
وأوضحت مقالة نشرتها مجلة “فورين بوليسي”، وشارك في كتابتها شاهين، وويلسون، أن العقوبات المفروضة على سوريا تعوق محاولات دمشق للتعافي، وأنه في حال لم يتم رفعها فإن معاناة سوريا والتقدم الذي حققه شعبها بتضحيات جسيمة قد يضيع هباءً.
فالمقال المشترك الذي نشرته مجلة فورين بوليسي لا يكتفي بانتقاد العقوبات، بل يذهب أبعد من ذلك عبر تقديم رؤية جديدة تعتبر أن استمرار القيود الاقتصادية لم يعد يخدم المصالح الأميركية، بل يضرّ بها.
زيارة شاهين وويلسون إلى دمشق لعبت دوراً محورياً في هذا التحوّل، فالمسؤولان الأميركيان شاهدا عن قرب حجم الدمار، لكنهما شاهدا أيضاً، كما قالا “فرصة تاريخية لإعادة بناء سوريا وإعادة تشكيل المنطقة نحو الأفضل”، هذا التوصيف يعكس قناعة بأن سوريا لم تعد ساحة صراع، بل دولة تحاول النهوض من آثار الحرب.
وقال ويلسون وشاهين في المقال:” في آب من هذا العام، سافرنا إلى دمشق وشاهدنا الدمار الذي خلفته الحرب الأهلية عن قرب، ولكن أثناء لقائنا مع الرئيس أحمد الشرع، وحكومته، وقادة من العديد من الطوائف الدينية والعرقية في سوريا، رأينا أيضًا شيئًا رائعًا: السوريون يتعاملون مع هذه اللحظة كفرصة ذات يوم لإعادة بناء بلدهم وإعادة تشكيل منطقتهم نحو الأفضل”.
ولفتت المقالة إلى أن الإعفاءات قصيرة الأجل غير كافية لتمهيد الطريق للاستثمارات الضرورية في إعادة إعمار سوريا، وأن رفع العقوبات سيمكّن السوريون من الوفاء بالعديد من الالتزامات التي يتوقعها المجتمع الدولي منهم.
وبينت أن” ما سيحدث بعد ذلك يهم بعمق ليس فقط للشعب السوري، ولكن لأمريكا، بعد عقود من التحالف مع خصومنا والعمل كأرض خصبة لعدم الاستقرار والإرهاب، فإن سوريا لديها القدرة على أن تصبح عضوًا مزدهرًا في المجتمع الدولي، وهذا من شأنه أن يفيد العلاقات التجارية الأمريكية ومصالح الأمن القومي والشركاء الإقليميين مثل إسرائيل وتركيا والأردن ولبنان والعراق”.
ومن المقرر أن يصوت مجلس الشيوخ الأمريكي لتمرير قانون تفويض الدفاع المتضمن رفع عقوبات قيصر اليوم الأربعاء الساعة الـ11.30صباحاً بتوقيت واشنطن.
الوطن