العناوين الرئيسيةسوريةسياسة

لقاءات متكررة مع “الداخلية”.. الرئيس الشرع يقود تحولاً أمنياً والمواطن أولاً

يعكس اجتماع الرئيس أحمد الشرع للمرة الثانية خلال شهر واحد مع وزير الداخلية أنس خطاب وكبار مسؤولي الوزارة، توجهاً واضحاً نحو وضع القطاع الأمني وخدمة المواطن في صدارة أولويات الدولة خلال المرحلة الحالية، فمثل هذه اللقاءات المتتابعة لا يمكن قراءتها بوصفها اجتماعات اعتيادية، بل هي إشارة مباشرة إلى أن عملية إعادة هيكلة الأداء الأمني والإداري باتت بنداً متقدماً في أجندة الرئاسة.

تطوير الأداء وتعزيز الاستقرار

اجتماع اليوم حمل تركيزاً واضحاً على تحسين الخدمات الأمنية المقدّمة للمواطنين، رفع كفاءة العمل، وتطوير آليات الوزارة، هذه المحاور جاءت استكمالاً للقاء الأول في مطلع الشهر الذي ناقش عمل الوحدات والإدارات الميدانية، بينما يؤكد تتابع الاجتماعين بهذا الشكل أن الرئيس الشرع يتابع تفاصيل الأداء الأمني ميدانياً ومؤسساتياً، وأنه يسعى إلى معالجة التحديات من مستواها التنفيذي وليس فقط عبر التوجيهات العامة.

يكتسب هذا الحراك زخماً إضافياً مع إطلاق وزارة الداخلية قبل أيام مدوّنة السلوك، التي تشكل خطوة مهمة في إعادة تأكيد العلاقة التشاركية بين رجل الأمن والمجتمع، فالمدوّنة، التي تركز على أن الأمن شريك للمواطن لا رقيباً عليه، تُعد ترجمة عملية لتوجهات القيادة السياسية التي تشدد على ضرورة تعزيز الثقة، احترام حقوق الناس، وتأكيد أن الخدمة الأمنية جزء من خدمة الدولة للمجتمع.

تقاطع السياسة مع المؤسسة الأمنية

يمكن قراءة اللقاءين المتتابعين ضمن أطر رئيسية عدة من بينها أولوية الأمن بوصفه شرطاً للتنمية، إذ يشير تركيز الرئيس الشرع على الاجتماع مرتين خلال فترة قصيرة إلى أن الأمن ليس مجرد ملف قطاعي، بل هو قاعدة أساسية لأي برنامج إصلاح اقتصادي أو اجتماعي.

كذلك من دلالات هذا التحرك تعزيز كفاءة الوزارة ومأسسة الأداء، فالاجتماعات المتتالية تفيد بأن المرحلة الحالية تتطلب رفع المستويات المهنية في عمل الداخلية، وضبط آليات المتابعة والمساءلة، وتطوير البنية الإدارية بما ينعكس عملياً على حياة الناس.

إضافة إلى ذلك، يأتي محور الانسجام بين التوجيه السياسي والالتزام الأخلاقي، إذ إن إطلاق مدوّنة السلوك في هذا التوقيت يؤكد أن تحسين الأداء الأمني لا يقتصر على التدريب والتجهيز، بل يشمل أيضاً إعادة ترسيخ المبادئ الأخلاقية للعاملين في المؤسسة الأمنية.

أمن حديث وشراكة متبادلة

إن لقاءات الرئيس الشرع المتكررة مع الداخلية واجتماعاته المكثفة مع قياداتها، إلى جانب مدوّنة السلوك الجديدة، ترسم صورة واضحة لمرحلة يُراد لها أن تكون مرحلة تعزيز الاستقرار عبر الاقتراب أكثر من المواطن وخدمته، وتطوير الأداء الأمني بشكل مؤسسي ومتدرج، وبذلك تتشكل ملامح رؤية شاملة مفادها أن الأمن مسؤولية مشتركة، ورجل الأمن شريك المجتمع لا مجرد ممثل للسلطة.

الوطن

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock