اقتصادالعناوين الرئيسية

مستقبل الاستثمار في سوريا.. البرازي لـ “الوطن”: أين تضع أموالك اليوم لتجني ثروتك غداً؟

تدخل سوريا اليوم مرحلة اقتصادية جديدة تتسم بالتحرر والانفتاح، بعد سنوات من القيود والتضييق.. ضرائب تُخفَّف، الأسواق تُفتَح، والاستيراد يُسهَّل، ما يدفعنا إلى التساؤل: أين تكمن الفرص الاستثمارية القادمة؟ وكيف نستثمر بذكاء في هذا الواقع الجديد؟

الباحث والخبير الاقتصادي د. حيان البرازي طرح في حديثه لـ “الوطن” إجابة تستحق القراءة، وبيّن أن الفرص اليوم ليست في “العادة”، بل في “الحاجة”.. وعلينا البحث عما سيحتاجه السوق لا على ما اعتاد على صنعه او استيراده، لأن من يستثمر في التغيير ويقرأ الاتجاهات الجديدة، سيكون من رواد الاقتصاد السوري الجديد.

البرازي أكد بداية أن التحول الاقتصادي أظهر نقاط ضعف واضحة في التجارة التقليدية، ومع سياسة السوق المفتوح والضرائب الصفرية لن يجد تجار المواد والسلع المستوردة أي موطأ قدم في سوريا المستقبل، وستصبح تجارة غير رابحة مقارنة بالماضي، والتي كانت تعتمد بشكل خاص على المستورد والوكيل الحصري، إضافة إلى تطور التجارة الإلكترونية بعد رفع العقوبات ما سيجعل التواصل بين الأسواق والمستهلكين سهلاً وبسيطاً ومتاحاً بكبسة زر، وبات المستهلك أكثر وعياً، والمنافسة والتسويق الإلكتروني غيّرا قواعد السوق. وبالتالي التاجر الذي لا يتطور سيجد نفسه خارج اللعبة. فالنجاح عند المستوردين اليوم يتطلب عقلية مرنة، وتوجّهاً نحو ما يحتاجه السوق فعلًا، لا ما اعتدنا عليه. وهذه نقطة جوهرية له لجني الأرباح من خلال الفرص الاستثمارية الواعدة.

ويرى البرازي أن الأمر الآخر يتعلق بالتصنيع المحلي، أي إن كل منتج يستورد بكثافة يمكن أن يُنتَج محلياً بربحية أعلى وتكلفة أقل، وبالتالي هو الرافعة الاقتصادية التي ستجعل هناك نهضة اقتصادية عالية، أضف إلى ذلك أن الصناعة هي أفضل أنواع الاستثمار المستقبلي على الإطلاق للدول، لأنها توفر القطع الأجنبي وتؤمّن فرص عمل، ما ينعكس على مستوى الدخل، والفرصة لدى الصناعي هي تلبية حاجات المستهلك بسلع جديدة مبتكرة، وأعتقد أنه لا مانع من التوجه نحو المصانع الصغيرة العائلية.

وجزم الباحث بأن المستقبل للبيع والتوزيع الرقمي الإلكتروني، حيث إن إلغاء العقوبات ودخول الشركات الضخمة يسهمان في تطوير الأسواق بشكل كبير، لأن إلغاء العقوبات على التعاملات البنكية ستكون له انعكاسات كبيرة جداً على هذا القطاع بالذات من يسبق الآخرين ببنية تقنية معلوماتية قوية سيحصد نتائجها السوق.

البرازي قال: إن مجال الاستثمار بالطاقة الشمسية مفتوح للجميع، ولكن في ظل الاعتماد على استيرادها ستصبح شيئاً فشيئاً تجارة غير واعدة! لأنها تدخل ضمن التجارة التقليدية التي ستحترق بنار المنافسة السعرية وغياب الوكيل الحصري لمنتجاتها.

الناحية الأهم التي أكد عليها البرازي للاستثمار فيها هي الزراعة الذكية وإقامة مشروعات صغيرة تعتمد على تقنيات حديثة تدر إنتاجاً عالياً بجهود محدودة.. ماذا نزرع.. ولمن نزرع.. وكيف نزرع؟ إضافة إلى التصنيع الغذائي للمنتجات الزراعية، وهو فرصة كبيرة مربحة جداً لأصحاب رؤوس الأموال الصغيرة! ويمكن أن تتطور لتصبح شركات ضخمة.. والمنتجات السورية مشهود لها عالمياً ولدينا تجارب ناجحة.

من جهة أخرى، يرى الباحث الاقتصادي أنه مع عودة الاستقرار التدريجي ستزدهر بالسياحة الداخلية، وكل الخدمات المرتبطة بها ستكون مطلوبة بشدة.. سواء للقطاع الفندقي أم التجارة الخدمية المكملة له سواء السياحة التاريخية أم السياحة العلاجية المهمة جداً والتي تشكل فرصة كبيرة جداً يمكن الاستثمار فيها من خلال أنشاء مشاف متطورة عبر الشركات المساهمة تصبح مركزاً للجذب، خصوصاً أن الكثير من الأطباء السوريين يمتلكون سمعة عالية عربياً، إضافة إلى أن تكاليف العلاج في سوريا بالنسبة للخارج ما زالت تعتبر تكاليف منخفضة جداً يشكل الاستثمار فيها فرصة ممتازة.

وأخيراً قطاع التطوير العقاري والمجمعات السكنية التي تعتمد على الخدمات المتكاملة، داعياً إلى السعي لإنشاء شركات مساهمة عقارية يمكن أن تحتضن أصحاب رؤوس الأموال الكبيرة وأصحاب المدخرات حتى الصغيرة والمتوسطة لاستثمارها في مشروعات كبيرة وضخمة، وتعتبر من أنجح الفرص الواعدة للاستثمار، لأن إعادة الإعمار قائمة وبقوة، وبالتالي كل الصناعات المرتبطة بهذا المجال ستكون لها فرصة عالية.

هناء غانم

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock