عربي ودولي

مصدر دبلوماسي إيراني لـ”الوطن”: إطلاق قمر “نور1” إنجاز لمحور المقاومة

أكد مصدر دبلوماسي إيراني في دمشق أن نجاح طهران بإطلاق قمر صناعي عسكري أخيراً وبسرية تامة، “أثبت للعالم بأنَ محور المقاومة رغم كل الصعوبات والمؤامرات بخير ولا شيء يمنعه من متابعة نهجه حتى تحقيق أهدافه في الاستقلال والحرية والحياة الكريمة لمجتمعاتنا.

وفي تصريح خاص لـ”الوطن” قال المستشار الثقافي للسفارة الإيرانية في سورية أبوالفضل صالحي نيا، إن إيران “حققت، بإطلاقها القمر الصناعي، مستوى غير مسبوق في الإشراف المعلوماتي يسمح لها بنيل أكثر من مزية عسكرية، من جملتها رصد أي تهديد صاروخي من أي نقطة في العالم، ومراقبة تموضع وتحركات قوات لأي عدوان محتمل، كما ويمكّنها من ضرب أهداف منها الصواريخ المعادية في الفضاء، ويضمن مستوى غير مسبوق في دقة الصواريخ الإيرانية من حيث ضرب الأهداف، إضافة الى تنفيذ التنسيق بين القطعات الجوية والبحرية والبرية وحتى مع الأفراد في الميدان”.

وأعلن “الحرس الثوري الإيراني” في ٢٢ نيسان الجاري وفي الذكرى الحادية والأربعين لتأسيسه نجاحه في إطلاق القمر الاصطناعي “نور1” للأغراض العسكرية إلى الفضاء ووضعه في مداره المحدد على بعد 425 كيلومتراً من الأرض، ما اعتبره صالحي نيا “إنجازاً يحمل  أكثر من رسالة للأعداء ودعماً للأصدقاء”.

وقال الدبلوماسي العائد من طهران أخيراً : “إن الإعلان عن العملية تم بعد إنجازها، بعكس ما كان يجري سابقاَ، وبقيت مراحلها طي الكتمان بالكامل، حيث لم يدرِ أحد بأن قمراً استطلاعياً واتصالاتياً يتم إنجازه للأغراض العسكرية والمدنية، وأن صاروخاً حاملاً للقمر يتم صنعه، وذلك  للحفاظ على سلامة العملية وعدم إفساح المجال للأعداء لأي عملية تخريبية”.

ولفت صالحي نيا إلى أن “العملية أذهلت المراقبين لأن إطلاق الصاروخ تم من منصة متحركة ومن محطة غير معروفة، ما يعني عدم محدودية إيران بمنصات ثابتة معروفة تتم مراقبتها من  الأعداء ما يؤمن الأفضلية لإيران في أكثر من جانب”. وأضاف: “حينما تعلن إيران بأنّ إحدى وظائف هذا القمر هو الرصد والمراقبة، فهذه رسالة إلى من يعنيه الأمر في الولايات المتحدة الأميركية وفي الكيان الصهيوني”.

وقال صالحي نيا إن “رسائل إطلاق القمر “نور1″ لا تبقى محصورة في الجانب العسكري فقط بل تتعداه الى جوانب أهم بكثير، إذ ليس خافياً أن عملية صنع القمر الصناعي والصاروخ الحامل للقمر وتنفيذ عملية إطلاق القمر ووضعه في مداره المحدّد يدلّ على التطور والتقدم الصناعي والتقني والعلمي في أكثر من اختصاص منها الفيزياء والكيمياء والرياضيات والهندسة في فروعها المتعددة، كذلك تأهيل الكوادر العلمية والصناعية والتقنية بمستوى عال، ما يدل على تطوّر وتقدّم النظام التعليمي بكل مراحله في إيران”.

وبين الدبلوماسي الإيراني في حديثه ل”الوطن” أن “صنع وإطلاق القمر أثبت حصول نقلة نوعية في قدرات إيران التقنية من جملتها، أنه قد تم استعمال نوع من الفايبر الكربون في صنع الصاروخ الحامل للقمر ما جعل وزنه أخف من الصواريخ الحالية، وأنه تم استعمال الوقود المركب من السائل والجامد في محرك الصاروخ، كما أن وضع القمر في مدار دائري له دلالاته العلمية والتقنية وخصوصاً أنه يدور 16 مرة كل يوم الكرة الأرضية ويغطي كل المناطق التي يمر فوقها”.

ولفت صالحي نيا إلى أن “مخاوف الأعداء هي ليست في الأبعاد العسكرية لهذا الحدث المصيري، وإنما بنجاح إيران في إحراز التقدم والتطور العلمي والتقني والصناعي رغم وضعها في الحصار الشامل”، مشدداً على أن هذا “الإنجاز يأتي في إطار سعي إيران لبناء حضارة حديثة مبنية على القيم التي أسّست للحضارة الإسلامية سابقاَ وتستطيع تكرارها من جديد وتدعو دول المنطقة والدول الإسلامية الى تضافر الجهود ضمن إستراتيجية بناء الحضارة والتخطيط للنهوض بطاقاتنا وكفاءاتنا المتوافرة في مجتمعاتنا”.

وختم قائلاً: “إن هذا الإنجاز أفرح الكثير من شعوب العالم الصديقة وخاصة شعوب ودول محور المقاومة لأنهم شركاء فيه ويعتبرون هذا سنداً لهم بوجه الجبارين، ومرة بعد أخرى ثبت للعالم بأنَ محور المقاومة رغم كل الصعوبات والمؤامرات بخير ولا شيء يمنعه من متابعة نهجه حتى تحقيق أهدافه في الاستقلال والحرية والحياة  الكريمة والتقدم والازدهار لمجتمعاتنا”.

الوطن

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock