من أجل السوريين في الوطن والمهجر .. الرئيس الشرع يعيد ربط الجسور

مما لا شك فيه أن زيارة الرئيس أحمد الشرع إلى الولايات المتحدة ليست سياسية فحسب، بل تعكس ايضا أبعاداً إنسانية، في عمقها، لا تقل أهمية عن تلك الاستراتيجية، وربما تتفوق عليها في سلم أولوياته.
لقاء الرئيس الشرع وفداً من أبناء الجالية السورية، في مستهل زيارته الى الولايات المتحدة، يأتي تأكيداً للأهمية التي يوليها الرئيس للمغتربين السوريين ودورهم، باعتبارهم سفراء لبلادهم في الدول التي يقيمون فيها، وعليهم تقع مسؤولية خاصة في نقل الصورة الحقيقية لما يجري في سوريا.
وبدأ الرئيس الشرع، أمس الأحد، زيارة إلى الولايات المتحدة، تمتد أياماً وتحمل أهدافاً عدة، ولا سيما المشاركة في أعمال الدورة الثمانين للجمعية العامة للأمم المتحدة، وإلقاء كلمة سوريا أمام عشرات الدول، في حدث وصف بـ”التاريخي”، إذ يأتي بعد نحو ستين عاماً من آخر خطاب لرئيس سوري أمام المحفل الدولي، إضافة الى لقاء العديد من نظرائه.
المحطة الأولى من زيارته إلى الولايات المتحدة كانت لقاء الجالية في نيويورك، حيث أكد الرئيس الشرع أهمية دور الجالية السورية في نقل الصورة الحقيقية للجمهورية العربية السورية، وأعرب عن شكره لجهودهم الصادقة في خدمة وطنهم.
لقاء الجالية، عكس، في مضمونه، حرص الرئيس الشرع على تعزيز الروابط الوطنية بين المغتربين وبلادهم وتقوية الانتماء إلى الوطن الأم الذي لطالما قدم لأبنائه، ليأتي دورهم اليوم في وقت ربما هو بأمس الحاجة لجميع أبنائه في الداخل وفي دول الاغتراب، مع إطلاق عملية حقيقية لإعادة بناء الإنسان المنتمي لوطنه قبل بناء الحجر.
وجود الرئيس الشرع بين أبناء الجالية في المغترب أظهرت تلاحم أبناء البلد الواحد في مواجهة التحديات التي تعترض سير العملية الإصلاحية التي تعمل عليها الدولة السورية الجديدة، مستندة في ذلك الى جهود معظم أبنائها الذين عبروا في أكثر من مناسبة عن استعدادهم لتقديم كل ما يسهم في ترميم ما خلفه النظام البائد من دمار وجراح، أوصلت البلاد الى حال من التردي وتحتاج الى جهود جبارة لتجاوزها، والانطلاق نحو إعادة الاعمار على الصعد كافة.
وخلال اللقاء، أكد الرئيس الشرع ضرورة توحيد صفوف الشعب السوري، مع “الفرصة التي يعطيها العالم للسوريين” لإثبات انفسهم، وقال: “كل يوم قادرون أن نعمل شيئاً جديداً ونبهر العالم، والطريق كان جديداً وشاقاً ومتعباً ومليئاً بالصعاب والمشكلات، وشدد على أن “سوريا قادرة أن تكون من جديد عروس الشرق الأوسط، مع تبني خطة سليمة وتحقيق وحدة صف لنبني سوريا التي حرمنا منها”.
أبعاد متعددة تحملها زيارة الرئيس الشرع التي وصفت بأنها تؤسس لمرحلة مفصلية في العلاقات مع الولايات المتحدة، إذ تجري، وفق وسائل إعلامية، تحضيرات مكثفة في الولايات المتحدة لعقد لقاء مرتقب بين الرئيس الشرع والرئيس الأميركي دونالد ترامب، على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الثمانين خلال الأيام المقبلة، ما يضفي زخما سياسيا على الزيارة.
المصادر الإعلامية اشارت إلى أن زيارة الرئيس الشرع من شأنها الإسهام في حلحلة العديد من المسائل، ربما أهمها استكمال رفع العقوبات والتوصل إلى نواة اتفاق أمني مع إسرائيل يحفظ سيادة سوريا ووحدة أراضيها، والبعد الآخر تنفيذ الاتفاقيات التي تم التوصل إليها بشأن شمال شرق سوريا، وكذلك اتفاق خريطة الطريق الذي أُعلن عنه قبل أيام حول حل الأزمة في السويداء.
الوطن