منوعات

من أم كلثوم إلى فيروز وعبد الحليم حافظ.. أصوات خالدة غنّت على مسرح معرض دمشق الدولي

مع اقتراب موعد انطلاق الدورة الثانية والستين من معرض دمشق الدولي، تعود دمشق لتفتح أبوابها من جديد أمام العالم، لا كعاصمةٍ للتاريخ والحضارة فحسب، بل كمنبرٍ للفن والثقافة والإبداع.
هذه الدورة تحمل في طياتها رمزية خاصة، فهي الأولى بعد تحرير سوريا من النظام البائد، لتغدو المعارض ساحات احتفاء بالحياة، بدل أن تكون مرآة للقيود.
لقد كان معرض دمشق، منذ تأسيسه عام 1954، أكثر من مجرد تظاهرة اقتصادية أو سوق تجاري؛ كان مهرجاناً واسعاً يلتقي فيه صوت الحضارة مع نغمة الطرب الأصيل. وعلى مسارحه وقفت أصوات خالدة شكّلت وجدان الأمة، من أم كلثوم إلى عبد الحليم حافظ، ومن وديع الصافي إلى فيروز التي غنّت للشام كما لم يغنِّ أحد سواها.
فالمعرض كان وما يزال مرآةً لصورة دمشق التي لا تُهزم، دمشق التي تُعيد إنتاج الجمال مهما اشتدت العواصف.
واليوم، إذ تستعد سوريا لافتتاح هذه الدورة الجديدة، يعود المعرض ليجمع العالم من جديد على أنغام الأصالة وروح التجدد، في رسالة تقول: إن الفن كان وسيبقى جسراً يوصل القلوب، وأن ذاكرة الطرب التي كُتبت على خشباته ستظل من أبرز شواهد الهوية الثقافية العربية.
تأسس معرض دمشق الدولي في الأول من أيلول عام 1954 بحضور رئيس الجمهورية آنذاك هاشم الأتاسي، واستمر مدة شهر كامل، واستقطب أكثر من مليون زائر من مختلف الدول.
وعلى غرار فعالياته الاقتصادية، ارتبط منذ البداية بأنشطة فنية وثقافية راقية، منها حفلات غنائية شهدت حضور نجوم في قمة المجد في العالم العربي.

عمالقة الفن العربي
ظهرت أم كلثوم لأول مرة على خشبة المسرح في المهرجان الفني لمعرض دمشق الدولي في عام 1957، ثم عادت في دورة 1958، حيث أطلّت بأغنيات خالدة حملت عبق الزمن الجميل.
أما فيروز فسجلت مشاركتها الأولى في المعرض عام 1956، بمصاحبة الفرقة الشعبية اللبنانية، حيث غنّت موشحات أندلسية مثل: “جادك الغيث”، و”لما بدا يتثنى”، وأغانٍ من ألحان الرحابنة مثل: “أنا وياك” و”ما في حدا”.
كما قدّمت العديد من المسرحيات الغنائية الشهيرة على خشبة المعرض، مثل: “البعلبكية” عام 1961، و”جسر القمر” عام 1962، و”الليل والقنديل” عام 1963، و”بياع الخواتم” عام 1964، و”هالة والملك” عام 1967، و”جبال الصوان” عام 1969، و”صح النوم” عام 1971، و”ناطورة المفاتيح” عام 1972، و”المحطة” عام 1973، و”لولو” عام 1974، و”ميس الريم” عام 1975، و”بترا” عام 1977.
وغالباً ما بدأت فيروز حفلاتها بأغنيات خاصة بدمشق، عُرفت لاحقًا بـ “الشاميات” أو “الدمشقيات”، مثل: “طالت نوى”، و”سائليني يا شآم”، و”قرأت مجدك”، و”شام يا ذا السيف لم يغب”، و”يا شام عاد الصيف”. وقد حازت عام 1967 وسام الاستحقاق السوري من الدرجة الأولى تقديراً لمجدها الفني.
واستمر حضورها السنوي بلا انقطاع حتى عام 1977، حين حال اندلاع الحرب الأهلية اللبنانية دون عودتها.

كما سجّلت دورات معرض دمشق الدولي مشاركة نجوم مثل عبد الحليم حافظ، ووديع الصافي، ونجاح سلام، ونجاة الصغيرة، ووردة الجزائرية.
أما الإضافة النوعية الأخرى التي عززت مكانة المعرض ثقافياً فكانت مشاركة فرق موسيقية كبيرة، أسهمت بإبراز التراث والتنوع الفني والإبداعي في سوريا والعالم، عبر تقديم فعاليات فنية متنوعة أثرت تجربة الزوار، بدءاً من عرض “أوبرا عايدة” التي كانت أول عرض فني في تاريخ المعرض عام 1954.
ثم سجلت عدة فرق بصمتها الفنية خلال جميع دورات المعرض ومنها: الفرقة اليوغسلافية للرقص الشعبي، وفرقة إنانا للمسرح الراقص وأوركسترا أورنينا السوريتان، وفرقة المنوعات البلغارية، وفرقة باليه بولشوي، والفرقة الهندية للفنون الشعبية والبالغين وبينها السيرك الملكي الهندي، وفرق رقص وفنون شعبية صينية وسوفيتية، وأوركسترا القاهرة السيمفونية، وأوركسترا بتسبورغ الأمريكية، وأوركسترا فيينا السيمفونية، وغيرها.

وائل العدس

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock