ندوة حول الثقافة المادية وغير المادية في مخيمات اللاجئين

برعاية وزارة الثقافة وبالتعاون مع مؤسسة إيكوموس سورية ومؤسسة بُنى، احتضنت المكتبة الوطنية بدمشق ندوة بعنوان ((أثر القيم والتقاليد السورية المادية وغير المادية على مخيمات اللاجئين.. مخيم الزعتري نموذجاً))، وذلك في إطار تعزيز أدوات التحليل المعماري والتاريخي للمدن ذات الطابع التراثي.
قدم الندوة البروفيسور حسام الوعر وهو أستاذ في التصميم والتخطيط الحضري في جامعة دندي البريطانية، راسماً وعياً جديداً ليمكننا من سماع صوت المجتمع، من خلال تسليط الضوء على موضوع اللجوء، وكيف استطاع اللاجئون تغيير طبيعة المكان الحاضن لهم، حيث شهد الحضور إعادة بناء الفكر الإنساني بما يتوافر بين يديه.
وركزت الندوة التي أخذت طابع العرض الشرائحي على أن الثقافة المكونة للمجتمع والإنسان والمتمثلة بالثقافة الاجتماعية والعادات والتقاليد والثقافة المادية وغير المادية التي ترافق الإنسان، تسهم في تكوين شخصيته وهويته الاجتماعية سواء كان في أرضه أم خارجها.
ويستعرض الوعر من خلال فيديو يحوي رسومات متحركة نشره سابقاً عبر منابر إعلامية وأكاديمية بريطانية من قبل، مقدماً من خلاله لمحة عن كيفية حياة الشعوب في الشرق الأوسط وبساطة العيش، وكيف استطاعت شعوب المنطقة ممارسة حياتها الاجتماعية البسيطة بتفاصيلها الممتعة لينطلق بعدها نحو انطلاقة الثورة السورية وتوجه السوريين إلى آفاق خارج حدودهم الجغرافية بطريقة اللجوء الخارجي.
ثم تناول العرض الذي تركز على مخيم الزعتري في الأردن الذي ضم قرابة ١٣٢ ألف لاجئ سوري، مبيناً مراحل تطور بناء هذا المخيم وآليات تبديل شكله بين سنة وأخرى وتغيير شكله من الأسلوب العسكري وشكل الشطرنج إلى الأسلوب الحلقي أو الحلزوني والمنغلق على بعضه ليشكل تجمع عدة ((كرڤانات)) مع بعض الخيم تضم مجموعة من الأقارب.
وتطرق العرض أيضاً إلى تقيد اللاجئين بشروط وقواعد الدول التي استضافتهم، ومع ذلك يظهر الدور الثقافي، بحيث قام هؤلاء بالتغيير والتعديل والتحويل والتكيف بما يناسب ثقافتهم المادية واللامادية الموروثة بالفكر والحضارة.
ومن المقرر أن تتبع هذه الندوة ورشة عمل بعنوان ((طرق وآليات وأدوات فهم المدينة القديمة)) وذلك يوم غد في المكتبة الوطنية عند الساعة العاشرة صباحاً لتليها جولة تطبيقية في مدينة دمشق القديمة بعد الواحدة ظهراً.
وحسب المتحدث باسم مؤسسة بُنى فإن هدفها هو بناء مجتمع محلي معماري، وتحمل أهدافاً ومشروعات تنموية.
مصعب أيوب