نزيه أسعد لـ”الوطن”: اللغة الفصحى لا يمكن أن تُلغى أو تندثر من شارات المسلسلات

أكد المؤلف والملحن الموسيقي نزيه أسعد لـ”الوطن” أن أسباب الاتجاه نحو الموسيقا المجردة أو الأغنية العامية في شارات مسلسلات الدراما السورية، تعود في الدرجة الأولى إلى رؤية المخرج والمؤلف في تقديم صيغة أو طرح، حسب توافر الكلام المناسب للشارة التي عليها تلخيص حكاية العمل أو تقديم شيء منه يدل عليه.
وأشار إلى أن اللغة الفصحى لا يمكن أن تُلغى أو تندثر من شارات المسلسلات، وهي التي أثبتت نفسها خلال عقود عدة، وحجزت لنفسها موقعاً متميزاً وربما أسهمت بشكل كبير في انتشار الدراما السورية.
وقال: “كثيرة هي القصائد الشعرية والنثرية لكبار الشعراء التي جرى وضع الألحان المناسبة لها، ووضعت في شارات المسلسلات السورية، وبات العمل يعرف وينتشر بأغنية شارته”.
أما عن شارات المسلسلات خلال السنوات الأخيرة، فرأى أسعد أنها مجرد وجهات نظر متفاوتة من فريق العمل، وربما كي لا يقع هؤلاء في فخ التكرار أو الرتابة، فالأعمال الشعرية الملحنة لشارات المسلسلات وكذلك السرد الحكائي أو القصصي الفصيح لا يروق للجميع، وهو مخصص لنخب معينة من الجمهور، وبالتالي علينا مراعاة الجميع.
وأوضح لـ”الوطن” أن علينا ألا نختار العمل بناء على شارة معينة، وإنما العكس، وهي عملية ليست سهلة ويسيرة وتحتاج لبحث وجهد مضن ومعقد، وربما يتجه بعض الجهات العاملة في صناعة الدراما إلى الاستغناء عن هذه العملية أو يجري تأجيلها عدة مرات إلى انتهاء التصوير والعمليات الفنية إلى أن يجد هؤلاء أنفسهم مضطرين لتقديم العمل لقنوات العرض خلال وقت معين لا مجال فيه للبحث عن أغنية شارة مناسبة.
وشدد أسعد على أن قصة العمل هي التي تفرض علينا آلية اختيار شارة مناسبة، فإذا كان العمل جاداً ويتضمن معالجة إنسانية فعالة فمن الضروري جداً توضيح ذلك وتضمينه في الشارة التي يجب عليها تقديم كلمات إنسانية فصحى وخفيفة تعبّر عن الحالة الخاصة بالعمل والمضامين المطروحة فيه، أو شيء من الموسيقا الخفيفة غير المعقدة تحمل روح المسلسل من خلال موسيقا مفهومة واضحة للمتابع، على حين أن المسلسل الكوميدي أو الترفيهي الذي يقدم أحداثاً يومية ويعالجها بطريقة اجتماعية بسيطة ليس بحاجة لتقديم مضامين كهذه.
وختم بأن اللغة العربية الفصحى يجب أن تستخدم في الدراما وفي شاراتها، لأن درامانا لم تعد محلية فحسب، بل تخطت الحدود لتصل إلى الإقليمية والعربية، وهو ما يجب أن نستثمره بالتأكيد على لغتنا الأم التي نفخر بها، فهي تشكل امتداداً لفننا العربي الحقيقي ولأصالته الذي بدأ من فجر التاريخ من خلال القصائد والمعلقات والموشحات، فالكلمة الفصيحة هي الأقوى والأقدر على التعبير وتقديم المضمون المراد إيصاله بصورة عميقة، ولا سيما أن لغتنا العربية توصف بأنها بحر من المعاني والمفردات والكلمات، وبالتالي لا بد من استمرار وجود الشارة التلفزيونية التي تتضمن قصيدة أو موشحاً باللغة العربية الفصحى.
مصعب أيوب