العناوين الرئيسيةسوريةسياسة

وزير الدفاع التركي: مستعدون لكل السيناريوهات بعد انتهاء مهلة تنفيذ اتفاق اندماج “قسد” 

أكد وزير الدفاع التركي يشار غولر، أن بلاده مستعدة لكل السيناريوهات بعد انتهاء المدة الممنوحة لـ”قوات سوريا الديمقراطية – قسد” من أجل الاندماج في الجيش العربي السوري، التي تنتهي آخر كانون الأول الجاري، وذلك بعد ساعات من إعلان متزعم “قسد” مظلوم عبدي التنصل من الموعد المحدد للاندماج، وقوله إن عام 2026 سيكون عام “الكونفدرالية والوحدة القومية الكردية” بين ما سماه “أجزاء كردستان الأربعة”.

ونقلت وسائل إعلام عن غولر قوله: إن المهلة الممنوحة لـ”قسد” للاندماج تنتهي مع نهاية العام الجاري ونحن مستعدون لكل السيناريوهات بعد هذا التاريخ”.

وشدد غولر على وجوب اندماج “قسد” في الجيش السوري بشكل فردي وليس ككيان أو وحدة مستقلة”، مضيفاً: “أي صيغة أخرى لا يمكن اعتبارها اندماجاً حقيقياً”.

وأفادت وكالة “رويترز” اول أمس بأن الحكومة السورية و”قسد” تكثفان محادثاتهما لإظهار تقدّم في تنفيذ اتفاق العاشر من آذار قبيل نهاية العام الجاري، مشيرة إلى ضغوط وتحذيرات أميركية وتركية، ومخاوف من أن يؤدي فشل تنفيذ الاتفاق إلى تصعيد عسكري يهدد الاستقرار في البلاد.

ووفق مصادر سورية وكردية وغربية تحدثت للوكالة، فإن النقاشات تسارعت خلال الأيام الأخيرة، رغم تصاعد الإحباط بسبب التأخير، مشيرة إلى أن تحقيق اختراق كبير لا يزال غير مرجّح.

وحرصاً من القيادة السورية على الوحدة الوطنية والجغرافيا السورية، وقع الرئيس أحمد الشرع مع عبدي في دمشق في العاشر من آذار الماضي اتفاقاً ينص على دمج مؤسسات «الإدارة الذاتية»  في شمال وشمال شرق سوريا في وزارات ومؤسسات الدولة السورية.

وتعد “قسد” الذراع المسلحة لـ”الإدارة الذاتية” الكردية التي تسيطر على مساحات واسعة من شمال وشمال شرق سوريا.

لكن حرص القيادة السورية على تنفيذ بنود اتفاق  العاشر من آذار الذي جرى تحديد موعد آخر العام الجاري لتنفيذها، لم يقابل بالمثل من مسؤولي “الإدارة الذاتية” و”قسد”، إذ جرى عقد اجتماعات عدة بين مسؤولين من الحكومة وآخرين من “الإدارة الذاتية” و”قسد” في دمشق وفي شمال سوريا، لم تفض إلى نتائج ملموسة.

ويرى مراقبون تحدثوا لـ”الوطن”، أن القيادة والحكومة السورية أبدت مرونة كبيرة من أجل توقيع الاتفاق، لأن همها الأول النهوض بالبلاد المدمرة من جراء الحرب وإعادة إعمارها وتنمية الاقتصاد، بحيث ينعكس الأمر إيجاباً على عموم البلاد.

لكن “الإدارة الذاتية” و”قسد” في تصريحاتهم العلنية يقولون شيئاً، وفي جولات المفاوضات لتنفيذ بنود الاتفاق يقول شيئاً آخر، بحسب هؤلاء المراقبين الذين اعتبروا أن ما يقوم به هؤلاء هو “مماطلة ومراوغة” للتهرب من استحقاق تنفيذ بنود الاتفاق، وفي الوقت نفسه يوجهون اتهامات باطلة للحكومة السورية بأنها هي من تعرقل تنفيذ الاتفاق.

وبما يدل على تنصل  “قسد” من تنفيذ بنود اتفاق العاشر من آذار، نقلت تقارير عن عبدي قوله أمس في مقابلة تلفزيونية: إن “تنفيذ اتفاق 10 آذار لا يرتبط بمدة زمنية محددة”.

وأضاف عبدي: “يزعم أعداؤنا أن نهاية هذا العام هي نهاية.. مشروع (ما يسمى) “روجافا” (في إشارة إلى مناطق سيطرة قسد) لكن الحقيقة عكس ذلك تماماً؛ إنها بداية مشروعنا الكبير”.

وفي إشارة الى مشروع الكرد الانفصالي بإقامة ما تسمى “دولة كردستان” على أجزاء من الأراضي السورية والعراقية والتركية والإيرانية، تابع عبدي “عام 2026 سيكون عام الكونفدرالية والوحدة القومية الكردية بين الأجزاء الأربعة، ونحن اليوم أقرب من أي وقت مضى”.

وعدّ مراقبون تصريحات عبدي لقناة “Aryan TV “، “إعلاناً رسمياً ومباشراً عن نيات الانفصال التي حاولوا تغطيتها لسنوات خلف شعارات العيش المشترك”وأخوة الشعوب. فعندما يتحدث عبدي علناً وبكل صراحة عن “أجزاء كردستان الأربعة” وضرورة تحقيق الوحدة الوطنية بينها، فهو ينسف فكرة الاندماج في الدولة السورية من أساسها، ويؤكد أن المشروع الحقيقي هو أجندة قومية عابرة للحدود، ولا علاقة لها بالهوية الوطنية السورية”.

ورأى  المراقبون أن “هذا العزف الصريح على الوتر القومي في هذا التوقيت هو آخر الأوراق التي يرمي بها عبدي للهروب من مآزقه السياسية، لكنها ورقة ستنعكس عليه وعلى المنطقة سلباً في الأيام المقبلة؛ لأنها تستفز المكونات السورية كافة”.

وأضافوا “لقد أصبح واضحاً الآن أن مصطلح التعايش لم يكن سوى غطاء تكتيكي تختبئ خلفه مشاريع التقسيم، وما حديثه عن عام 2026 إلا محاولة لفرض هذا الواقع الانفصالي.. بعيداً عن طموحات الشعب السوري في وحدة بلاده”.

وأوضح المراقبون أن “المشاريع التي تُبنى على حساب تفتيت الجغرافيا السورية لن تجلب إلا عدم الاستقرار، وتصريحات عبدي أمس هي المسمار الأخير في نعش شعارات الوطنية التي كانوا يسوقونها”.

الوطن

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock