العناوين الرئيسيةعربي ودولي

إدارة أردوغان تواصل تهديداتها ضد «قسد» والأخيرة تستقوي بواشنطن

واصلت إدارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان تهديداتها ضد ميليشيات «قوات سورية الديمقراطية- قسد» بتنفيذ عدوان عسكري بري باتجاه مناطق سيطرتها شمال وشمال شرق سورية، في وقت يبدو أن الأخيرة باتت مطمئنة أكثر من أي وقت مضى بعدول الأولى عن وعيدها مستقوية بمواقف الإدارة الأميركية.
في التفاصيل، فقد جدد وزير الدفاع التركي خلوصي أكار وعيده ضد «قسد»، وكرر القول: إن بلاده ليست بحاجة إلى إذن أي جهة لتنفيذ عمليات عسكرية ضد تنظيم «حزب العمال الكردستاني- pkk» وميليشيات «وحدات حماية الشعب» الكردية التي تعتبر العمود الفقري لـ«قسد».
وذكر أكار في تصريح لصحيفة «Il Messaggero» الإيطالية، نشرته أمس حسب وكالة «الأناضول» التركية الرسمية، أن «pkk» و«حماية الشعب» يستهدفان أمن وسلامة الأراضي التركية، وأن عمليات أنقرة العسكرية في الشمال السوري «تستند إلى المادة ٥١ من ميثاق الأمم المتحدة التي تخول تركيا حق الدفاع عن نفسها»، حسب زعمه، مضيفاً: إن «pkk» المدرج على لائحة التنظيمات الإرهابية لدى «الناتو» والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة «يعمل على مغالطة المجتمع الدولي من خلال تبني أسماء مختلفة»، وأن «حماية الشعب» امتداد له في سورية وهما تنظيم واحد «ولا فرق بينهما».
ودعا جميع حلفاء أنقرة إلى «وقف دعم» ما سماه «التنظيم الإرهابي»، والتضامن مع تركيا في مكافحته»، لافتاً إلى أن تركيا «تستهدف فقط التنظيم الإرهابي في شمال سورية، وهي لا تعاني أي مشاكل مع الأكراد أو أي إثنية أخرى»، قبل أن يذكر أن تنظيم داعش الإرهابي «لا يمثل الإسلام والمسلمين، وتنظيم «العمال الكردستاني/ حماية الشعب» أيضاً لا يمثل الأكراد»، مدعياً أن تركيا «تحترم سيادة سورية ووحدة أراضيها، وتستضيف أعداداً كبيرة من السوريين الفارين من الحرب».
مصادر مطلعة على الواقع الميداني شمال وشمال شرق سورية، كشفت في تصريحات لـ«الوطن» أن متزعمي «قسد» باتوا في الآونة الأخيرة أكثر اطمئناناً لمواقف واشنطن الرافضة لتنفيذ إدارة أردوغان لأي عملية غزو برية، حتى باتجاه منطقتي منبج وعين العرب في ريف حلب الشمالي الشرقي، واللتين وضعتهما أنقرة في مقدمة أولوياتها العسكرية، مع تل رفعت شمال المحافظة.
وأشارت المصادر إلى أن عزم قوات الاحتلال الأميركي تفعيل حضورها العسكري في محافظة الرقة عبر إنشاء قاعدة عسكرية في مقر الفرقة ١٧ المطل على نهر الفرات وما قد يتبع ذلك من إنشاء قواعد له في منبج وعين العرب بعد انسحابه منها في تشرين الأول ٢٠١٩، بالإضافة إلى استئناف جيش الاحتلال تسيير دوريات مع «قسد» في الحسكة، كلها مؤشرات تدل على دعم الإدارة الأميركية لـ«قسد»، التي يتوقع أن تستمر بإدارة ظهرها للتصريحات التركية العدوانية ولمبادرات موسكو الساعية إلى إيجاد حلول وسط في تلك المناطق لتجنيبها عدواناً برياً تركياً محتملاً لاحتلالها.
كما دعا رئيس دائرة الاتصال برئاسة الإدارة التركية فخر الدين ألطون خلال كلمة في ندوة بعنوان «العلاقات التركية- الفرنسية الفرص والتحديات» في العاصمة التركية أنقرة أمس حسب «الأناضول»، فرنسا إلى إنهاء جميع أنشطة «حزب العمال الكردستاني» وامتداداته على أراضيها.
واعتبر أن بلاده تنتظر دعم حلفائها في كفاحها الشرعي ضد تنظيمات «حزب العمال الكردستاني» وميليشيات «وحدات حماية الشعب» في سورية.
في الأثناء، أكد حزب الشعب الجمهوري التركي المعارض، أن المعارضة التركية ستلبي جميع مطالب دمشق بما في ذلك سحب القوات التركية المحتلة من جميع الأراضي السورية في حال فازت بالانتخابات الرئاسية التركية المقبلة والمقررة منتصف عام 2023، وذلك حسب ما نقلت أمس مصادر إعلامية معارضة عن صحيفة «تركيا بالعربي» أمس.
ولإشعال منطقة «خفض التصعيد» شمال غرب البلاد بغية التنصل من أي «تفاهمات» قد تنتج عن المصالحة السورية – التركية، التي ما زالت تراوح في محطة المفاوضات الأمنية بين جهازي أمن البلدين من دون استجابة القيادة السورية، لحد الآن، إلى دعوات أردوغان بتطويرها إلى الشقين الدفاعي والدبلوماسي استمر تنظيم «جبهة النصرة» الإرهابي بهجماته، التي بدأها قبل أيام، صوب مواقع الجيش العربي السوري بريف حلب الغربي وفي ريف إدلب الجنوبي والشرقي.

حلب- خالد زنكلو
دمشق– الوطن– وكالات

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock