العلاقات السورية الصينيةالعناوين الرئيسية

من الذي يغير الوضع الراهن عبر مضيق تايوان؟

بقلم شين بينغ

في مقالة نشرها في صحيفة “غلوبال تايمز”، رأى الصحفي الصيني شين بينغ أن تهنئة “الانتخابات الرئاسية” باعتبارها “انتصاراً للديمقراطية”، وإرسال الوفود إلى “حفل تنصيب” المنتخبين حديثاً ـ هي ترتيبات بروتوكولية معتادة تماماً بين الدول ذات السيادة عندما ينتخب أي من الجانبين رئيساً جديداً للدولة.

لكن الأمر قد يبدو غريباً وغريباً جداً إذا حدثت مثل هذه الممارسات بين دولة ومنطقة في دولة أخرى.

وهذا بالضبط ما حدث قبل أيام عندما أجريت انتخابات القيادة الإقليمية في تايوان، إحدى مقاطعات جمهورية الصين الشعبية.

وجاءت رسائل التهنئة من وزير الخارجية والمتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، رغم أن الموقف الرسمي لبلادهما كان الاعتراف بتايوان كجزء من الصين.

ويضيف شين بينغ في مقالته:” منذ انتخاب لاي تشينغ تي، وهو “مثير المشاكل” النموذجي في العلاقات عبر مضيق تايوان، والذي يدعي أنه “ناشط من أجل استقلال تايوان”، كزعيم إقليمي لتايوان، فإن ما فعلته الولايات المتحدة يعتبر انتهاكاً خطيراً للمبادئ الثلاثة للصين”.

لقد انتهكت الولايات المتحدة البيانات المشتركة وانتهكت التزامها بالاعتراف بوجود صين واحدة وأن تايوان جزء من الصين.

وكشفت بأن أقوالها بانها “لا تؤيد الاستقلال” ليس إلا مجرد كلام.

وإلى جانب رسالة الخارجية، فإن الزيارة التي قام بها وفد أميركي رفيع المستوى إلى تايبيه مباشرة بعد فرز الأصوات، والتي قيل إن الرئيس بايدن أرسلها لنقل البركة أو الطمأنينة أو أي شيء كان، يمكن تفسيرها على أنها بمثابة رسالة من وزارة الخارجية، وبموافقة الحكومة الأمريكية.

وقد أرسل هذا إشارة خاطئة للغاية إلى القوات الانفصالية في الجزيرة وسبّب سخطاً وغضباً كبيراً بين الناس من البر الرئيسي.

لا يمكن تبرير الزيارات التي قام بها أعضاء الكونغرس الأميركي إلى تايوان أثناء “التنصيب” باعتبارها تبادلات غير رسمية، حيث إن السلطة التشريعية كانت في الأساس جزءاً من سلطة الدولة الأميركية. والمسؤولون في الحكومة والمشرعون في الكونغرس على حد سواء يمثلون الولايات المتحدة ويتحدثون نيابة عن البلاد.

الإجراءات الأميركية يمكن وصفها كمحاولة لتقطيع البلاد وتغيير “الوضع الراهن” للعلاقات عبر المضيق. وهذه الإجراءات تمت عبر عدة خطوات، فعلى المستوى السياسي، قدمت الولايات المتحدة مراراً وتكراراً مشاريع قوانين تتعلق بتايوان لتعزيز اتصالاتها مع تايوان، الأمر الذي شجع المزيد من الساسة على القيام بزيارات متكررة إلى تايوان.

كما دعمت تايوان في “توسيع” ما يسمى بـ “الفضاء الدولي”، مثل السعي للحصول على العضوية في بعض المنظمات الدولية.

وعلى الصعيد العسكري، زادت الولايات المتحدة مبيعات الأسلحة إلى تايوان، وكثيراً ما أرسلت سفناً حربية إلى مضيق تايوان.
ومن خلال القيام بذلك، تكون الولايات المتحدة قد أرست باستمرار “سوابق” سلبية فيما يتعلق بمسألة تايوان.

لقد شوهت مبدأ صين واحدة وأفرغته، وأصبحت “البادئة” و”اللاحقة” في “سياسة الصين الواحدة” الخاصة بها معقدة بشكل متزايد. والولايات المتحدة هي التي ظلت تحاول تغيير الوضع الراهن عبر مضيق تايوان، في حين تتهم الصين زوراً بالقيام بالشيء نفسه.

وبموجب هذه التكتيكات، لم يعد “الوضع الراهن” عبر مضيق تايوان يشير إلى دولة مسالمة يعيش فيها الجانبان في سلام ووئام، بل يشير إلى عملية خطيرة تستمر فيها سلطات الحزب الديمقراطي التقدمي في تعزيز نزع الطابع الصيني والاستقلال، بهدف إبعاد الجزيرة عن الوطن الأم.

إن التأكيد بشكل أعمى على الحفاظ على مثل هذا “الوضع الراهن” يعني دعم “استقلال تايوان” وتقسيم الأراضي الصينية في النهاية، الأمر الذي يؤدي إلى “صين واحدة وتايوان واحدة”. وهذا يشكل دوساً خطيراً على المصالح الوطنية للصين، لن يوافق عليه أي صيني.

ومن غير المجدي أيضاً أن تستخدم الولايات المتحدة فخ “الحفاظ على الوضع الراهن” فيما يتصل بمسألة تايوان لتقييد الصين.
فالصين تتمتع بحقوق سيادية كاملة على الجزيرة، حيث إن تايوان جزء لا يتجزأ من البلاد. كما أن للصين الحق في الحفاظ على “الوضع الراهن” الذي يفضي إلى تنمية العلاقات عبر المضيق.

كما أن لها الحق في تغيير أي “وضع راهن” مشوه يتعارض مع إعادة توحيدها الوطني.

ونقطة البداية لأي من الخيارين تتلخص في إعادة توحيد الصين وتحقيق الرفاهة للمواطنين على جانبي مضيق تايوان.

فعندما أكدت أكثر من 100 دولة ومنظمة دولية دعمها لمبدأ صين واحدة وعارضت بشدة “استقلال تايوان” مباشرة بعد الانتخابات الإقليمية في الجزيرة، كان من الأفضل للولايات المتحدة أن تفكر مرتين فيما ستجلبه لنفسها وللصين.

 

الوطن أون لاين

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock