العلاقات السورية الصينية

بكين: واشنطن تمارس النفاق والازدواجية في قضاياحقوق الإنسان وعليها التوقف عن التسييس 

اعتبرت الخارجية الصينية أن احتجاز الولايات المتحدة للمهاجرين في منشآتها المحلية بأنه انتهاك خطير لقاعدة “عدم استخدام التعذيب”، حيث تحظر معاهدات حقوق الإنسان مثل “اتفاقية التعذيب” والقانون الدولي العرفي وقوانين الدول المختلفة استخدام التعذيب بشكل صريح، ومع ذلك ، فقد أظهرت العديد من الحالات أن وكالات الهجرة الأمريكية انتهكت القانون ومارست التعذيب ضد المهاجرين المحتجزين، معتبرة بأنه يجب على الولايات المتحدة أن تواجه انتهاكاتها الجسيمة لحقوق الإنسان وأن تفكر فيها، وأن تتوقف عن تسييس قضايا حقوق الإنسان، وأن تتوقف عن تقويض حقوق الإنسان لشعوب البلدان الأخرى.

وفي تقرير نشرته الخارجية الصينية تلقت “الوطن” نسخة منه وحمل عنوان “الاعتقال التعسفي للولايات المتحدة في الداخل والخارج: الحقيقة والحقائق”، كشفت بكين عن حجم الانتهاكات التي مارستها أميركا بحق المهاجرين، مبينة أن مجموعة العمل التابعة للأمم المتحدة المعنية أقرت بالاحتجاز التعسفي صراحةً وبأن الظروف التي يتعرض لها المهاجرون أثناء احتجازهم في الولايات المتحدة مهينة.

ولفت التقرير إلى أن هيئة الهجرة والجمارك الأميركية تقوم بانتظام بوضع المهاجرين في السجون والسجون المحلية. حتى عندما يوضع المهاجرون في مراكز احتجاز منفصلة للمهاجرين ، فإنهم ما زالوا يعانون من أنواع مختلفة من الإيذاء الجسدي ، بما في ذلك الاكتظاظ ، وعدم وجود ساعات كافية للزيارة ، وعدم كفاية التهوية ، وسوء الطعام ، وعدم كفاية المياه ، والأماكن غير النظيفة ، والمراحيض المعطلة ، والإساءة اللفظية والجسدية.

وبحسب التقرير أقامت الولايات المتحدة العديد من “السجون السوداء” في دول من بينها كوبا وأفغانستان والعراق ، وأنشأت شبكة عالمية من السجون السرية، حيث  كشف تقرير “تكلفة الحرب” الذي نشره معهد واتسون للشؤون الدولية والعامة في جامعة براون في أوائل عام 2022 أنه بعد هجمات 11 من أيلول، شاركت 54 دولة ومنطقة على الأقل في شبكة المواقع السوداء الأمريكية ، التي احتجزت مئات الآلاف من الناس، بمن فيهم المسلمون والنساء والقصر. تحت ذريعة ما يسمى بـ “الحرب على الإرهاب”، و أنشأت الولايات المتحدة مواقع سوداء في العديد من البلدان الأخرى، واحتجزت سراً مشتبهين إرهابيين مزعومين، وانتزعت اعترافات بالتعذيب وغيره من ضروب سوء المعاملة – وكلها أمثلة نموذجية على التدمير الوحشي لسيادة القانون وانتهاك حقوق الإنسان.

وفي عام 2001، أنشأت الولايات المتحدة سجنًا في قاعدة خليج جوانتانامو البحرية لاحتجاز المشتبه بهم الذين اعتقلهم الجيش الأمريكي في عملياته العالمية لمكافحة الإرهاب بعد هجمات 11 أيلول. اختارت الولايات المتحدة هذا المكان لأنه مع سيادة خليج جوانتانامو لكوبا ، فإن هذا المكان من الناحية القانونية ليس أرضًا أمريكية ؛ لذلك يمكن للولايات المتحدة أن تحرم المعتقلين هناك من حقوق الإنسان وتتجنب تهم انتهاكات حقوق الإنسان من المجتمع الدولي.

التقرير اعتبر أن للولايات المتحدة تاريخ طويل من الاعتقال التعسفي وتجاهل حقوق الإنسان في الداخل والخارج، مما يعكس ثقافة سياسية عميقة الجذور من العنصرية والعنف، مبيناً أن صعود تفوق البيض في الولايات المتحدة أدى إلى تفاقم الصراعات العرقية. حيث شهدت السنوات الأخيرة احتجاجات واسعة النطاق للأقليات ممثلة بحركة Black Lives Matter وأزمات لاجئين متكررة في المناطق الحدودية.

الخارجية الصينية اعتبرت في تقريها أن الاعتقال التعسفي القائم على العرق يدوس على حقوق الإنسان الأساسية للأقليات العرقية والمهاجرين الأجانب ويتعارض مع مبادئ حقوق الإنسان التي أعلنتها الولايات المتحدة منذ فترة طويلة ، مثل “جميع الرجال خلقوا متساوين”، مشيرة إلى أن ما يجري لن يساعد في حل مشكلة الهجرة غير الشرعية، بل إنه يزيد من تمزيق المجتمع الأمريكي ، ويخلق جروحاً اجتماعية يصعب التئامها، وقالت:” لا يتمتع الجميع بالديمقراطية وحقوق الإنسان في الولايات المتحدة ، بل يتمتع بها البعض فقط، إن التسامح والتعددية في المجتمع الأمريكي مشروطان بالهيمنة المطلقة للبيض”.

ورأت الخارجية الصينية أن حقيقة بأن الولايات المتحدة قد نفذت الاعتقال التعسفي في الداخل والخارج كشفت عن نفاقها وازدواجية المعايير فيما يتعلق بحقوق الإنسان، حيث تتهم الولايات المتحدة الآخرين بلا أساس بالاعتقال التعسفي ، لكنها في الوقت نفسه لا تذكر كلمة واحدة عن التعذيب وسوء المعاملة السائد في سجونها، وأصبح إلقاء الناس بشكل تعسفي في “المواقع السوداء” حول العالم دون محاكمة سمة مميزة لدوس الولايات المتحدة على حكم القانون وانتهاك حقوق الإنسان. وأضافت:” يجب على الولايات المتحدة أن تواجه انتهاكاتها الجسيمة لحقوق الإنسان وأن تفكر فيها، وأن تتوقف عن تسييس قضايا حقوق الإنسان، وأن تتوقف عن تقويض حقوق الإنسان لشعوب البلدان الأخرى”.

نص التقرير كاملا على الرابط التالي

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock